البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بدأ بالأمس زيارة
“كنسية” الى الأراضي المحتلة في فلسطين ولنقلها علنية “زيارة الى
إسرائيل” برفقة البابا فرنسيس ولم يلتفت الى التحذيرات الكثيرة من الساسة
والعامة من اللبنانيين والغيارى العرب.
البطرك الراعي قال بأنها زيارة كنسية رعوية لا تحمل أي أهداف سياسية
وهي بالتأكيد لا تعني التطبيع مع إسرائيل.
لم نعرف حتى الآن لماذا أصر الراعي على هذه الزيارة رغم امتناع كل
البطاركة المارونيين قبله القيام بذلك منذ العام 1948.
حتى قانون العقوبات اللبناني يجرم ويعاقب كل من دخل او تعامل مع
العدو، ففي المادة 285
منه: يعاقب كل لبناني بالسجن سنة على الأقل وبغرامة لا تنقص عن 200 ألف ليرة يدخل
مباشرة أو بصورة غير مباشرة ومن دون موافقة الحكومة اللبنانية المسبقة بلاد العدو،
وإن لم يكن المقصود من دخوله القيام بصفقة تجارية أو أي صفقة شراء أو بيع أو
مقايضة مع أحد رعايا العدو أو مع شخص ساكن بلاد العدو».
وما يؤلمنا اكثر من ذلك، هو التصريح الخطير الذي أصدره الرجل
الثاني بعد البابا في دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين حيث صرح بان الزيارة التي سيقوم بها قداسة
البابا فرنسيس الى الاراضي المقدسة بين 24 و26 ايار الجاري لها ايضا بطريقة ما طابع
“سياسي”، حتى وان كان الحبر الاعظم نفسه اكد انها زيارة “دينية
بحتة“.
وقال وزير خارجية دولة الفاتيكان والرجل الثاني فيها في
مقابلة ان هذه الزيارة يمكن ان تساعد المسؤولين المحليين على “أخذ قرارات
شجاعة على طريق السلام“.
وعدد الكاردينال بارولين “النقاط” التي يمكن للبابا
الارجنتيني ان يشدد عليها خلال زيارته القصيرة وهي نقاط تندرج في اطار سياسة
الكرسي الرسولي.
واوضح ان احدى هذه النقاط هي ان رأس الكنيسة الكاثوليكية سيؤكد حق
اسرائيل في “الوجود والعيش بسلام وأمن داخل حدودها المعترف بها دوليا”، وكذلك ايضا حق
الشعب الفلسطيني في ان “يكون له وطن مستقل يتمتع بالسيادة“.
فهل
وقع مار بشارة بطرس الراعي في الخطيئة التاريخية؟