ما بعد الهجوم العنيف الغادر الذي شنه بعض المسلحين البرابرة من جحافل الإرهابيين التكفيريين تحت راية تنظيم «جبهة النصرة» على معاقل الموحدين الدروز في بلدة داما وشانيه في السويداء لن يكون كما قبله على حدّ قول مصادر درزية فاعلة، كما أن هذا الهجوم الذي سقط فيه خيرة الشهداء من مشايخ أجلاء وشبانا أبطال دفاعا عن الأرض والعرض والشرف والكرامة من أبناء طائفة الموحدين الدروز لن يمر دون حساب ونؤكد للمعتدين الضالين بأن الحساب مع الدروز سيكون عسيرا وعسيرا جدا.
واشارت المصادر الى ان الحملة العسكرية التي شنها المسلحون البدو المطعمين ببعض المرتزقة من الإرهابيين التكفيريين الأجانب بغتة على مناطق الدروز هي خطأ كبير ارتكب بحقهم وإن أي حجج سياسية تحاول تخفيف وتبرير ما جرى على الأرض لن يحول ولن يوقف اندفاع الدروز من أبناء جبل العرب بالذهاب نحو خيار التسلح واقتناء السلاح للدفاع عن وجودهم وكرامتهم في هذه المنطقة التي وجدوا أساساً للدفاع عن عروبتها عبر التاريخ. فالدروز بعد اليوم لن يكونوا على الحياد بل في قلب المعركة لمحاربة التكفيريين الذين وبدم الإجرام البارد الذي تربوا عليه وشربوه في عاداتهم قتلوا أكثر من 15 شهيدا من أبناء الطائفة الدرزية بينهم 12 شيخاً جليلاً في بلدة داما وحدها.
المصادر أشارت الى ان الدروز لن يبقوا مكتوفي الأيدي فيما أخبار المذابح وقتل الأطفال وسبي النساء تتوالى تباعا إلى مسامعهم من شمال العراق وسوريا، خصوصا ان ما يجري هي أفعال وأعمال يشجبها ويستنكرها الدروز من أي جهة اتت، والدروز يرفضون أن يكونوا ضحية مثل هذه الهجمات سيما أن تاريخهم الوطني والعروبي في سوريا والمنطقة لطالما شكل رأس حربة في التصدي لكل غاصب معتد ومجرم… واليوم تضيف المصادر وبعد ما جرى في سوريا خلال الأعوام الماضية والتي أدت إلى ضعف الدولة في الوطن الذي سعى الدروز بالدم والتضحيات الجسام أن يكون عزيزا أبيا وقادرا على احتضان وحماية جميع أبنائه، فان الدروز وبانتظار ان تعود الدولة قوية قادرة بقواها الذاتية على بسط سيادتها الكاملة وعلى احتكار امتلاك السلاح وتقوم مؤسساتها بدورها وواجبها في حماية الناس لا تركهم لمصيرهم عندما تشن الغزوات على منازلهم وأراضيهم في سوريا… ففي هذه الحالة فان الدروز سيتولون حماية أنفسهم من الخطر التكفيري وهم سيدافعون عن الوطن والدولة في مواجهة العدوان الإرهابي الذي يجتاح سوريا… حيث أن الموجب الوطني والعروبي التاريخي للدروز والخطر التكفيري الداهم الذي يتهدد الدروز بجودهم وكرامتهم يقتضي امتشاق السلاح لطرد الإرهاب التكفيري من سوريا واسقاط المشاريع الهادفة إلى تقسيم وتفتيت واندثار وجود سوريا الدولة العربية الموحدة الجامعة لكافة أبنائها بمختلف تعددهم وتنوعهم تحت كنف دولة القانون التي تحقق العدالة والمساواة بين كافة مكونات المجتمع السوري على أساس المواطنة والهوية الوطنية السورية وليس على أساس الطائفية والمذهبية البغيضة التي يريد أعداء الأمة تعميم حروبها ودمارها في كافة أرجاء المنطقة لإضعاف العرب وتشتيت وتبديد وحدتهم وقوتهم ليصبحوا فريسة سهلة لكل غاصب معتد.
المصادر أكدت ان الثورة السورية السلمية الديموقراطية التي وقف إلى جانبها الدروز في سوريا وحموا أبناءها من القمع والبطش لم تعد موجودة أو على الأقل تراجعت لصالح التكفيريين الإرهابيين الذين استخدموا الثورة مطية ليعيثوا فسادا وقتلا واجراما في سوريا وهذا واقع حقيقي يدركه كل متابع للشؤون والأحداث والتطورات السورية. فمن يطالب بالحرية والديموقراطية تؤكد المصادر لا يقتل الناس ولا يستخدم العنف والقهر والإجرام وسيلة لفرض منطق غلبته المذهبي الأصولي المتطرف التكفيري على بقية مكونات البلد بقوة السلاح، في ظل ظروف أمنية وسياسية محلية واقليمية ودولية سمحت لهذه الفئة من التكفيريين امكانية أن يتدربوا ويكدسوا السلاح ويحصلوا على كل دعم مالي ولوجستي في سبيل غاية واحدة وهي تدمير سوريا، وها هو هذا السلاح في ليلة ظلماء يُستخدم لإقتحام معاقل الدروز التاريخية في المناطق السورية الآمنة التي لطالما استقبلت النازحين والهاربين من منطقة درعا حيث فتح الدروز بيوتهم ومستشفياهم ومدارسهم لإيواء النازحين وإسعاف الجرحي وتقديم الطعام والشراب للمحتاجين.
وفي هذا السياق، أكدت أوساط درزية مطلعة بأن من يتابع مواقع التواصل الإجتماعي يدرك بأن دروز لبنان يغلون وهم في حراك دائم لمواكبة ومتابعة أخبار وتطورات المعارك العنيفة المستمرة بين أبناء الموحدين الدروز في القرى والمدن السورية وبين المسلحين الذين يتحصنون في قرية «اللجاة» المحاذية في ريف السويداء. مضيفة بأن هناك دعوات تنتشر في القرى الدرزية اللبنانية للإستعداد للصعود إلى سوريا لمساندة ودعم أبناء طائفة في سوريا في معركتهم المصيرية ضد الإرهاب التكفيري الذي يهدف إلى اقتلاع الدروز من سوريا وهذا أمر لا يمكن للموحدين الدروز أن يسكتوا عنه او يقفوا موقف المتفرج على ما يجري سيما ان الضيم والخطر المحدق بدروز سوريا هو أيضا محدق بدروز لبنان خصوصا أن الإرهاب التكفيري قد اطل براسه الإجرامي من بلدة عرسال ما يجعل دروز لبنان كما اخوانهم في سوريا في مركب واحد في مواجهة هذا الهواء الاصفر الذي يجتاح المنطقة العربية بأسرها والذي لا بد من كافة المخلصين في هذه الأرض التصدي له بكل عزم وحزم وقوة.
الأوساط أضافت بأن الدروز واعون لمصالحهم والمخاطر المحدقة وهم سيتعاطون مع الأحداث والتطورات بحكمة وعقلانية وشجاعة وهم أكثر من اي وقت مضى متمسكون بتراثهم القومي والوطني والتاريخي في النضال من أجل سوريا عربية موحدة تعددية متنوعة، وهم لن ينجروا إلى فخ الفتنة الطائفية والمذهبية مع إخوانهم في المحيط السوري، كما أن الدروز كانوا وسيبقون تحت عباءة زعمائهم الموثوقين والحريصين على مصالح الدروز وحماية وجودهم وصون كرامتهم في لبنان وسوريا… وضمن هذا السياق أن الدروز حريصون قدر الإمكان على الحياد في الصراع السوري الداخلي… إلا أنهم في نفس الوقت لن يستسلموا لسطوة الإرهاب التكفيري واعتداءاته الإجرامية بحق الموحدين الدروز في أي منطقة في سوريا أو لبنان. وفي هذا السياق، يرفض الدروز تؤكد المصادر أي مزايدة على تاريخهم العروبي الوطني الناصع بالبطولات في سبيل الأمة العربية وإعلاء مصالحها الوطنية والقومية في مواجهة كل محتل غاصب محتل تطاول بالإعتداء عليها، كما أن تاريخ الدروز ناصع أيضاً بالإنفتاح و العيش الواحد مع كافة مكونات المنطقة بمختلف مشاربها ودياناتها والدروز بحاضرهم ومستقبلهم حريصون على تكريس هذا التاريخ… إلا أن الدروز في لبنان وسوريا بتاريخهم أيضاً تضيف المصادر لم يعتدوا على أحد إلا أنهم قاتلوا بشراسة وبسالة كل من اعتدى عليهم وهم على هذا مستمرون ولن يحيدوا عن تراث أجدادهم الذين قدموا الغالي والنفيس كي تبقى كرامة الدروز في لبنان وسوريا عالية ومصانة. وبالتالي من يراهن على أن الدروز سيسكتون على أي اعتداء على أبنائهم في سوريا أو في لبنان على يد المسلحين الإرهابيين ستثبت له وقائع الايام المقبلة بأنه واهم ومخطئ كثيرا في الحسابات التي لن يحصد منها سوى غلة الذل والخيبة والهزيمة شأنه في ذلك شأن الغزاة المتغطرسين والمتكبرين الذين جربوا الإعتداء على معاقل الدروز في سوريا لبنان أذلوهم وأنزلوا فيهم الخيبة والهزيمة ابناء طائفة الموحدين الدروز على مر التاريخ.
هشام يحيى