تحاول معظم الأمهات حول الكرة الأرضية حماية فلذات كبدها بشتّى الوسائل الممكنة، كما تحاولن في معظم الأوقات إعطاء الدوافع والأسباب الإيجابية لهم لتخطي مشاكل الحياة، فالأم مدرسة تعلّم أولادها كل شيئ وتحاول أن تصنع منهم جيلاً صالحاً وفعالاً في المجتمع. وربما أحياناً، ومن باب الخزف عليهم، ترسم لهم أحلاماً وصوراً وردية عن الحياة كنوع من الدعم المعنوي لهم، ولو كانت الحقيقة غير ذلك، ولكنها هكذا هي الأم.
بعد 23 سنة على زواجها، اعتذرت أميرة الشاشة الاعلامية منى أبو حمزة من أولادها لانها لم تطلعهم على واقع الحياة الفعلي، لا سيّما في عالمنا الثالث حيث لا يوجد للإنسان كرامة ولا حقوقق.
وتوجهت اليهم مخاطبة اياهم عبر حسابها الخاص على “فيسبوك” قائلة: “أعتذر لأني لم أخبركم بأننا عالم ثالث، ينقصه ضمير وأخلاق وحقوق… وبأن الحياة ليست وردية كما شفاهكم الصغيرة… لكني أحلف، وإلهي شاهدي، بأني سأحميكم بجسدي و قلبي و دمي…”.
رسالة الإعلامية الرقيقة منى أبو حمزة لم تكن مباشرة أو تقصد جهة معيّنة، بل كانت نابعة من واقع نعيشه قلّ فيه الوفاء والإخلاص والمحبة والشهامة ليطغى مكانهم الأنانية والسلطاوية والنفوذ.
ومن المعروف أن منى بدأت حياتها كصحافية في المجال المكتوب وقد تزوجت في سن مبكرة من رجل الأعمال بهيج ابو حمزة، وأنجبت أول أبنائها “أيمن” وهي لا تزال فتاة صغير جداً، ثم أنجبت “أياد” و”ياسمين”، فكانت منى بالنسبة لهم بمثابة الصديقة والأخت نظراً لتقارب الأعمار بينها وبينهم.
وفي إحدى المقابلات التي أجريت معها سابقاً، ذكرت منى انها تحب الاطفال كثيراً، وقالت انها حين كانت تأخذ إبنها أيمن إلى الطبيب “كانوا يتفاجأون بأنني والدته ويعتقدون أنني شقيقته! كانوا يفرحون لأنني مقربة منهم ولأن علاقتنا كأصدقاء وأشقاء، نمازح بعضنا ونضحك كثيرا.. نحن مقربون جدا من بعضنا البعض، وأؤمن بأن جو الحميمية هذا، هو الأنسب للأولاد.
علاقة الصداقة المتينة التي تجمعها بأولادها لا تمنع دورها كأم موجهة لأبنائها، وهي تقول أنها “حتى لو كنت كصديقتهم، لكن في النهاية أنا المسؤولة وأنا القبطان في البيت”.