السياسة السعودية الجديدة في العراق، لا تحظى بتأييد دولي، لاسيما من الحليف القديم الولايات المتحدة، التي مازالت متمسكة بالمالكي، بينما تركز الرياض على أن أولى خطوات الحل تتمثل بتنحيه نوري المالكي، الذي تصفه بديكتاتور يشبه بشار الأسد في سوريا.
لكن المملكة التي بدأت تلاحظ فتور الولايات المتحدة تجاه المنطقة، عملت على تقوية سياستها القيادية للمنطقة من خلال حلفاء جدد، بدأوا يكبرون تدريجياً، ومن خلال دعم خليجي فقط، نجحت خلال أقل من عام في تسليم مصر لقيادة مرتبطة بالرياض أمنياً واقتصادياً. وتوصلت المملكة ومصر، خلال المحادثات التي أجراها أخيرا، نائب ولي العهد السعودي الأمير مقرن مع وفد مصري برئاسة رئيس الأركان الجديد محمود حجازي، الذي ضم رئيس المخابرات المصرية محمد فريد، إلى توافق على إطار عمل مشترك لمواجهة القضايا الإقليمية الراهنة، والعمل سويا من أجل احتواء التدهور الذي تشهده المنطقة العربية، وعزل وتحجيم العوامل التي تسهم في استمرار هذا التدهور .
كما أن السعودية التي تستضيف مؤتمر لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي في جدة، ستقول لوزراء خارجية الدول العربية خلال اجتماع خاص، إنها تنوي استعادة العراق من طهران، وبالإضافة لمصر ودول الخليج باستثناء قطر، فإن مزيداً من التأييد ربما يبديه وزراء خارجية بعض الدول العربية للتوجه السعودي، لاسيما الدول التي يمسها التهديد المباشر مثل الأردن. وحمل خطاب وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، الكثير مما يدور في أروقة السياسة السعودية، لاسيما تحذير إيران من التدخل في العراق، وتنبيه العرب إلى أن عدم إيجاد حل سياسي يبدأ بتنحي المالكي “يحمل في ثناياه نذر حرب أهلية لا يمكن التكهن بمداها وانعكاساتها على المنطقة.”