رغم سيل الدماء الذي لم ينقطع في سوريا منذ ثلاثة أعوام ورغم كل مجازر “زعران” الولي الفقيه ضد السنة في سوريا والعراق ولبنان، لم تنقطع الاتصالات السعودية ا?يرانية ليوم واحد! مقارنة مع “العدو” ا?سرائيلي فالدماء التي أهرقها ا?يرانيون وأزلامهم في منطقتنا هي أضعاف ما أهرقه الصهاينة ومع ذلك لم نسمع أمراء آل سعود وهم يدعون لاستئناف “المفاوضات” مع ?سرائيل!
ظاهرياً، تجري ا?مور وكأن “السعودية” طرف مسالم ومحايد لادخل له في ا?مر ولا “يحل أو يربط”. ?ن كان ا?مر كذلك فلا بأس، ليبق آل سعود في مملكتهم الوهابية التي تعيش خارج العصر وليتحفونا بصمتهم. المشكلة أن الشقيق السعودي يريد أن تكون له الكلمة الفصل فيما يتعلق بمستقبل ا?سلام السني ومصير السنة في الشام ولبنان وحتى مصر، دون أن “يزفّر” يده أو يتورط فيما لاقبل له به.
هكذا تسرب ا?وساط المقربة من القصر الملكي في الرياض “رغبتها” في أن يسحب “جعجع” ترشيحه ?رضاء “لنائب كسرى” في لبنان وشبيحته ثم يستمر “التواصل” الودي مع ?يران التي تمول “براميل” ا?سد في الشام وقمصان “نصر الله” السود في لبنان.
?ن كان الموقف ا?يراني واضحاً في “شيعيته” السياسية وفي تسخيره للشيعة والعلويين العرب تحت راية “الولي الفقيه” فهل الموقف السعودي يرتقي ?لى مستوى التحدي؟
بكلمة أخرى، هل يكون وهابيو السعودية هم ممثلو ا?سلام السني والمدافعين عن حمى “أهل السنة” في كل مكان وزمان؟ أم أن السياسة السعودية لا تتعدى “السطو” على القرار السني وتجييره، عبر مرتزقة محليين، لحساب رؤية وهابية متحجرة ومتخلفة بحيث ينتهي ا?مر لصالح دوام وازدهار ملك آل سعود وليذهب سنة الشام ولبنان والعراق ?لى الجحيم؟
لاتخجل “?يران” من بناء قوة عسكرية شيعية جبارة ومدربة وتسليحها وتنظيمها بحيث تكون يداً ضاربة لها. ?يران تقوم با?مر بمهارة وتأن بحيث يتم خداع الشيعة العرب الذين ينتهي بهم ا?مر ?لى التماهي مع كونهم الذراع المسلح للولي الفقيه ويحسب هؤلاء أنفسهم “كجنود” في خدمة مشروع فوق أممي يظنون أنه لصالحهم. في نفس الوقت تستثمر “?يران” مواردها النقدية، على محدوديتها، لصالح تنظيم هرمي وخدمي يخدم ظاهرياً الشيعة ككل.
أما الخليجيون عموماً والسعوديين خصوصاً فيكتفون بتمويل بعض المرتزقة والانتهازيين ممن لامبادئ ولاقيم وطنية لديهم ويضعون جهدهم في أجهزة ?علامية جبارة “تضحك” على البسطاء من أهل السنة بخطاب منمق ظاهره ?سلامي سني وباطنه وهابي يؤدي في النهاية ?لى دوام بؤس الشعوب و?لى ?طالة عمر ا?نظمة الشاذة سواء كانت ملكية أو جمهورية.
كيف ?ذاً نفهم ?عطاء عشرين مليار دولار لسفاح “رابعة” الذي يعد ب?عادة المهزلة الناصرية المباركية والضن على الثورة السورية بالسلاح النوعي بحجة عدم الرغبة في ?غضاب سيد البيت ا?بيض…وليمت السوريون بمئات الآلاف مادام الخليج في مأمن من النار ا?يرانية…
كيف نفهم فرض ?مّعات مثل “الجربا” في سوريا و”سعد الحريري” في لبنان ممن يفتقدون للموهبة والمصداقية وتقديمهم على أنهم “وجهاء” ا?سلام السني وشن حرب شعواء على ا?خوان، رغم أن هؤلاء سلفيون، لمجرد أنهم ليسوا وهابيين…
في النهاية، هل هناك فارق جذري بين من يتلقى أوامره من “وليه الفقيه” في “قم” وبين من يتمسح بأعتاب القصور الملكية في الرياض ويأتمر بأوامر “خادم الحرمين”؟ بين من يقبض من “طهران” ومن يقبض من “الرياض”؟
هل يكون ا?ول “وطنيا” و”ممانعاً” ويكون الثاني “عميلاً” لبندر وأشباهه بحسب وجهة نظر “المقاومة” الخلبية ا?يرانية ؟ أو العكس بحسب وجهة نظر جهابذة “الاسلام المعتدل” الخاضع للشقيق السعودي؟
من وجهة نظر أخلاقية وعقلانية محضة، لافرق بين من يتلقى أوامره من “طهران” وذاك الذي يطيع “الرياض” على حساب وطنه…كلاهما في الخيانة والعمالة واللاوطنية سواء.