تنكب الدوائر الأمنية والسياسة في الضاحية الجنوبية، المهتمة بالوضع الأمني برصد وإحصاء نسبة الخطر الأمني المتبقية على هذه المنطقة التي شهدت عمليات تفجير إرهابية أسهمت بتغيير معالم شوارع الضاحية «أمنياً»، التي تحولت إلى متاريس محمية بأكياس رمل أو عوائق حديدية و «بلوكات» إسمنتيه لحماية الأهالي من أخطار هذه العمليات الاجرامية.
تخلص الدوائر الأمنية المتابعة إلى انّ نسبة خطر تفجيرات جديدة في الضاحية تقلص إلى نسبة 90%. تكاد المعلومات تختفي عن أي تحضيرات لعمليات مشابهة في المدى المنظور. الذي أسهم بذلك هو إغلاق الحدود بين لبنان وسوريا (معابر شرعية وغير شرعية) عسكرياً ما ادى لاغلاق المنافذ أمام الارهاب العابر للحدود، خصوصاً السيطرة عسكرياً في سوريا على مدن إتهمت بنقل مواد التفجير، وإعتبرت أسباباً رئيسية بنقل التفجير إلى الداخل اللبناني، فضلاً عن إلقاء القبض على الرؤوس المدبّرة لهذه العمليات في الداخل، هذه الاخيرة أسهمت بفرط مسبحة هذه الجماعات التي كانت تعمل على هذه الخطط، منهم من إعتقل، من قتل، ومن غاب طوعاً عن المشهد بعد أن ادرك انّ إستمراره في هذه اللعبة لن يعود عليه إلا بالمصير ذاته المشابه لما حلّ برفاقه، فخرج بهدوء.
مع إنتفاء أسباب الخطر عن الضاحية، يعود مشهد المدينة التي تعج بالحياة ليحتل الواجهة مُجدّداً، مع الترتيبات التي يقوم بها«الأمنيون» لإعادة «الضاحية» إلى سابق عهدها. مصادر مواكبة تؤكد للـ «الحدث نيوز» انّ «قراراً قد إتخذ يقضي بإزالة العوائق الحديدية، والبلوكات الإسمنتيه كما أكياس الرمل من مناطق مُحدّدة في الضاحية الجنوبية، حيث سيتم الابقاء على هذه العوائق في مناطق أخرى، لكن ليس لفترة طويلة».
المصادر تبني قرارها هذا على التراجع الحاد بنسبة الخطر عن «الضاحية» وإنقضاء الأخطار الأمنية، ذلك مبنياً على معلومات الأجهزة الأمنية اللبنانية والسورية وجهاز أمن حزب الله، كلها تقاطعت معلوماتها عند نفس النقطة وهي «إنفراط عقد الخطر الأمني»، فترتب على ذلك إخراج «الضاحية» من حالة التأهب، بعد خروجها نفسياً من ذلك.
في محيط المستشارية الثقافية الايرانية التي شهدت آخر عملية تفجير يتجه الوضع إلى الحلحلة. يكشف المصدر انّ «مكتب المستشارية إنتقل منذ نحو الشهر ونصف (بعيد التفجير الارهابي) إلى منطقة مـا في قلب الضاجية الجنوبية»، وإنتقاله جاء بسبب انّ المنطقة هناك «ساقطة عسكرياً»، ويسهل التفجير فيها. يكشف المصدر ان ّخطّة إزالة «البلوكات الإسمنتيه» في هذه المنطقة ستبدأ قريباً، وستكون نقطة البداية – النهاية لهذه الظواهر التي ستعمّم على مختلف مناطق الضاحية.
في قلب الضاحية الجنوبية تستطيع ان تلاحظ بوضوح قيام مؤسسات بإزالة «أكياس الرمل» التي وضعت لحماية من هو متواجد داخلها جراء الزجاج المتطاير الناتج عن عصف التفجير. العديد من هذه المؤسسات (أبرزها بنوك) بدأت تزيل هذه النماذج، يقول موظف في إحداها انّ «الإتجاه الذي أدى للقيام بهذا الأمر هو ما اُفدنا به من قبل الأجهزة الأمنية عن إمكانية تخفيضنا للاجراءات الامنية المتضمنة العوائق والدفاعات هذه، لكن من الابقاء على الحيطة»، وهذا ما يُفسّر على أنه مؤشر حول إنقضاء المرحلة الصعبة في الضاحية.
«حرقوص تشكن«» على اوتوستراد السيد هادي نصرالله، هذه المنطقة التي بقيت على حياتها على الرغم من الإرهاب، هو الاخر أزال العوائق الاسمنتيه التي وضعها لحماية رواده من الخطر. يقول أحد الموظفين الاداريين انّ «القرار هذا إتخذ بعد ان أدركنا انّ الخطر الامني زال عن الضاحية، ونحن قررنا ان نبادر من المؤسسات ان نُزيل هذه العوائق لنفتح الباب امام الاخرين للراحة النفسية وإزالتها، وهذا إنعكس إجاباً على الرواد».
أزالة هذه العوائق هو مؤشر على النصر، نصر أهل الضاحية على المكيدة التي حاول البعض إيقاعها بها. لم تتأثر الضاحية سلباً من الناحية النفسية، بقي التشبث بالمقاومة كما خطواتها في النفوس، وهذا يظهر من حجم الدعم لدى أبناءها، على الرغم من التأثيرات الاقتصادية لعمليات الاجرام والاخطار الامنية، إلا انّ الضاجية بقيت حيّة بإيمان أهلها، وهي بدأت تخرج اليوم وتستعيد عافيتها الطبيعية، بعد انّ ضخ شبان دماؤهم في شرايينها حتى أمنوا أمنها من الخارج، وبعد ان سهر «أمنيون»الليالي لتأمين أمنها وراحتها.
إضافات:
– ذكر موقع «أونلي ليبانون» انّ العوائق الحديدة (العماويد) التي وضعت لتضييق الطرقات في منطقة الشياح منعاً لركن السيارات المفخخة قد بدأت عملية إزالتها اليوم، حيث رصد إزالة المئات منها في شارع «مارون مسك»، ما يعتبر مؤشراً حول بدء عملية إزالة هذه العوائق من الضاحية.
– تشير معلومات «الحدث نيوز» إلى انّ الحواجز الأمنية التي يديرها الجيش اللبناني بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي والأمن العام في الضاحية ستبقى على حالها في المدى المنظور وذلك بهدف الأبقاء على الحماية الامنية في الضاحية ومنعاً لتكرار محاولة خرقها بعمليات إرهابية، وإستغلال خروج المنطقة من الحالة الأمنية السابقة.
– تشير معلومات «الحدث نيوز» إلى انّ التدابير الأمنية في منطقة البقاع خصوصاً «الهرمل» ستبقى على حالها نتيجة الوضع الأمني الخاص لتلك المنطقة، على الرغم من تأمين الحدود مع سوريا.
– علم انّ العوائق الحديدة من (عواميد وجنازير وأطراف حديدة) و البلوكات الاسمنتيه التي وضعت في الضاحية وصلت تكليفتها إلى ملايين الدولارات. وتشير معلومات موقعنا إلى انّ العوائق الحديدة وضع مها في شوارع الضاحية ككل أكثر من مئة ألف قطة فيما وصلت «البلوكات» الاسمنتية إلى هذا الرقم تقريباً.
المصدر: الحدث نيوز