يسيطر الارباك على معظم القوى السياسية وتحديدا على خط الاستحقاق الرئاسي وسط حالة غموض تكتنف الانتخابات الرئاسية وان كان الجميع يتفق على ان الفراغ آت لا محالة لصعوبة التوافق على شخصية سياسية والوصول بها الى قصر بعبدا، وعليه فالصعوبة باتت تحيط بهذا الفريق وذاك اذ لكل مرشحه وحساباته وظروفه. ولكن ليس باليد حيلة باعتبار القرار الحاسم ومهما جاءت التصاريح انشائية وتجميلية عن لبننته من هذا وذاك، فان للمعطيين الاقليمي والدولي شأنهما ودورهما في هذا الاستحقاق الابرز في لبنان.
واللافت في هذا السياق بحسب اوساط سياسية متابعة لمسار الاوضاع ان الامور لم تزل في ادوارها التمهيدية وبمعنى اوضح الحراك الاقليمي والدولي يصب في خانة جس نبض الاطراف المحلية والمشاورات والاتصالات ولكن ليس هنالك من مراحل متقدمة او حاسمة او ثمة مرشح يجري تسويقه ودعمه، وهنا تؤكد الاوساط المعنية ان الدور الابرز على خط المساعي الجارية مع الاطراف المعنية، يبقى فرنسيا على المستوى الدولي ويحظى بدعم اميركي حيث فوضت الادارة الاميركية باريس بالعمل على هذا الموضوع كونها منهمكة في الازمة الاوكرانية والوضع السوري وبالتالي لفرنسا معرفة وثيقة بالملف اللبناني وبطبيعة وتركيبة القيادات والزعامات والاحزاب في هذا البلد الذي له علاقات تاريخية مع فرنسا.
واشارت مصادر في «تيار المستقبل» الى ان دور السعودية اساسي على اعتبار ان المملكة العربية السعودية لها دورها وحضورها على الساحتين العربية والدولية وتربطها بلبنان افضل العلاقات وعلى مسافة واحدة من كل الاطراف، انما دورها يتميز بعدم التدخل وتسويق هذا المرشح وذاك او ما شابه وانما مساعيها تكمن في اطار تقريب المسافات بين الافرقاء اللبنانيين والسعي الى تجنب الفراغ واجراء الاستحقاق في موعده المحدد، الامر الذي كان محور نشاط واتصالات ولقاءات السفير السعودي علي عواض عسيري وبتوجهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.
لذا، الامور تندرج بحسب المصادر في سياق اللقاءات والمشاورات دون حصول ما يوحي بالتوافق على شخصية معينة.وللخروج من هذا الارباك المسيطر على القوى السياسية المحلية والمخاوف من الفراغ، فان التسوية الاقليمية والدعم الدولي هما ما ينتجان رئيسا جديدا للجمهورية بعيدا عن المكابرة والمزايدات وما يقال عن لبننة الاستحقاق والصناعة اللبنانية الحصرية. فتلك تمنيات لا تسمن ولا تغني في هكذا ظروف واجواء تهدئة حفاظا على اجواء الاستقرار وهذا الامر يتبدى وبحسب المصادر نفسها عبر حراك ودور وزير العدل اشرف ريفي الذي يعتبر حزب الله خصما سياسيا لا عدوا، ويلفت ريفي الى ان التلاقي والتواصل قائمان مع حزب الله لناحية ترسيخ الاستقرار وبالتالي تجنب اي فتنة سنية – شيعية لاننا ضنينون، يتابع ريفي، على اهلنا في طرابلس والشمال وبيروت وصيدا والبقاع وفي كل لبنان لوأد اي فتنة من هذا المنطلق يقول وزير العدل: يأتي هذا التنسيق والتواصل والذي يبلغ مستواه المتقدم بين الطرفين على خط وزارة الداخلية، ولكن يخلص ريفي مؤكدا على الثوابت والمسلمات الوطنية والسيادية والاستقلالية والمحكمة الدولية والعدالة وتلك مبادئ لا تُحرق ولا تغرق ولا نحيد عنها اذدفعنا الغالي والنفيس لاجلها انما يبقى ايضا استقرار البلد خطرً احمر وهذا ما بدأناه في طرابلس حيث الخطة الامنية اعطت ثمارها المرجوة وهنالك خطط تنموية وانمائية للمدينة ولكل ما يحفظ كرامة اهل طرابلس واستقرارهم.
الديار