رغم التكتم الاسرائيلي على الخسائر الكبيرة في صفوف العسكريين والمدنيين والخسائر الاقتصادية التي فاقت الـ 500 مليون دولار حتى الآن، فان هذا الحجم الكبير للخسائر اجبر الاسرائيلي على بدء الاعلان عن خسائر، مع المواجهة البرية والعمليات النوعية لرجال المقاومة خلف خطوط العدو وقصف الدبابات الاسرائيلية بالصواريخ وحرقها على ابواب غزة، وقد حاول الاسرائيلي التخفيف من خسائره ببث صورعن دخول منازل لفلسطينيين الواقعة على خطوط التماس. لكن المعلومات ليلاً افادت عن عمليات نوعية لكتائب القسام اسفرت عن سقوط 15 قتيلاً من جنود العدو بينهم ضباط.
وكشف بيان لكتائب القسام عن عملية نوعية جديدة عبر تسلل خلف خطوط العدو بمنطقة صوفا. وجاء في التفاصيل أنه وفي تمام الساعة 22.20 تسللت مجموعة من قوات النخبة القسامية عبر نفق خلف خطوط العدو في منطقة الريان في محيط صوفا.
وأكدت أن مجاهدوها باغتوا العدو واشتبكوا معهم من مسافة متر ونصف وأكد أحد مجاهدينا قتل 5 جنود بالرصاص 3 في الرأس و2 في مناطق مختلفة من الجسم وعاد المجاهدون بسلام.
وفي ضربة جديدة أخرى، صادمة ومذهلة لجيش الاحتلال الهزيل تمكنت إحدى وحدات كتائب القسام المختارة وعديدها 12 مجاهداً من التسلل إلى موقع «أبو مطيبق» العسكري شرق المحافظة الوسطى من قطاع غزة، من خلال عملية إنزال خلف خطوط العدو، وتوزعوا إلى 4 كمائن، ومكثوا لأكثر من 6 ساعات.
وكشفت الكتائب أن المجاهدين هاجموا دورية مكونة من أربع جيبات وأكدوا قتل 6 جنود وأصابوا عدداً آخر بجراح، وغنموا اثنتين من بنادق الجنود من طراز M16 – سيتم نشر صورها لاحقاً – وتحمل البندقية الأولى الرقم (9411130) فيما تحمل البندقية الثانية الرقم (9410759)، وقد عاد أحد عشر من مجاهدينا إلى قواعدهم بسلام، فيما ارتقى أحد مقاتلينا شهيداً خلال الاشتباك.
وفي التفاصيل، أن إحدى وحدات القسام المختارة وعديدها 12 مجاهداً تمكنت من التسلل إلى موقع «أبو مطيبق» العسكري من خلال عملية إنزال خلف خطوط العدو، وتوزعوا إلى 4 كمائن، وقد مكث مجاهدونا 6 ساعات بانتظار قوات العدو.
وقد كان باستطاعة المجاهدين خلال هذه الفترة اقتحام أيٍّ من المغتصبات المحيطة بالمنطقة ولكننا في كتائب القسام آثرنا الاصطدام مع قوات جيش العدو، وتلقينه درساً عملياً من خلال المواجهة المباشرة، للانتقام من جنوده والدوس على رؤوسهم ثأراً لدماء شهدائنا الأبرار الذين سفك المحتل دماءهم خلال عدوانه على القطاع وخاصة دماء الأطفال الأبرياء.
كما اعلنت الاسرائيلية الثانية والاذاعة الاسرائيلية عن مقتل جنديين اسرائيليين بينهم ضابط في اشتباك في موقع «كسوفيم» بخان يونس جنوب قطاع غزة.
كما استهدفت كتائب القسام دبابة للعدو اثناء محاولة التقدم نحو احد منازل غزة ودمرتها بقذيفة ار بي جي وقتل فيها جنديان، كما هاجم رجال المقاومة منزلا لجأ اليه الجنود الاسرائيليون اثناء محاولتهم للتقدم البري، وبينما كان مقاتلو القسام يستهدفون بعملياتهم جنود العدو ودباباته ومنشآته العسكرية وحشوده متجنبين قصف المدنيين، كان الاسرائيليون بالمقابل يمارسون حرب ابادة بطائراتهم ضد اطفال غزة والعائلات والشيوخ والبنى التحتية.
استشهاد 40 مدنياً فلسطينياً
على صعيد آخر، سقط امس أكثر من أربعين فلسطينيا -بينهم أطفال- استشهدوا في القصف الإسرائيلي الجوي والبري لمناطق في قطاع غزة لترتفع حصيلة 13 يوما من العدوان إلى نحو 340 شهيدا و2300 جريح.
وأضافت المعلومات أن أكثر من عشرة استشهدوا في الساعات الماضية في المنطقة الشمالية من قطاع غزة، التي تشهد منذ مساء الخميس عمليات برية للجيش الإسرائيلي. وتابع أن خمسة من الشهداء في شمال القطاع من عائلة زويدي, وثلاثة من عائلة حمودي.
واستشهد ثلاثة على الأقل في القصف الذي استهدف دير البلح ومناطق أخرى وسط قطاع غزة، بينما استشهد اثنان من أسرة واحدة ظهر أمس في غارة إسرائيلية على حي الزيتون السكني شرقي مدينة غزة.
وفي رفح جنوبي القطاع، استشهد شخصان أحدهما فتى في الـ16 من عمره وأصيب آخرون في قصف استهدف منازل، وفقا للمتحدث باسم جهاز الطوارئ في غزة أشرف القدرة.
كما قصفت مروحية إسرائيلية منازل في محافظة خان يونس جنوبي القطاع، حيث استشهد شاب في العشرين وأصيب آخرون.
وقالت مصادر فلسطينية إن طائرات ومروحيات وزوارق حربية إسرائيلية تشارك في عمليات القصف التي تؤكد منظمات فلسطينية ودولية أن الأغلبية الساحقة لضحاياها من المدنيين.
وأعلن الناطق باسم جهاز الطوارئ في غزة أن فلسطينيين -أحدهما طفل- استشهدا في غارتين إسرائيليتين شمالي قطاع غزة، كما أصيب ثمانية آخرون من نفس العائلة. كما أعلن القدرة أن الطواقم الطبية انتشلت خمسة فلسطينيين استشهدوا الليلة الماضية في غارة إسرائيلية استهدفت منزلا شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة. كما استشهد سبعة مدنيين فلسطينيين في غارة جوية إسرائيلية استهدفت تجمعا لمواطنين في خان يونس أيضا.
في الأثناء، تزايدت التحذيرات من كارثة إنسانية في قطاع غزة نتيجة العدوان الذي دخل يومه الـ13.
وتعاني مختلف المشافي في غزة من نقص التجهيزات الطبية والأدوية في ظل تزايد أعداد الجرحى.
كما تسبب القصف الإسرائيلي في إتلاف خطوط نقل الكهرباء وانقطاع التيار عن مناطق في القطاع، خاصة في منطقتي رفح وخان يونس.
وفي الوقت نفسه، تضاعف عدد الفلسطينيين الذين لجؤوا إلى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بغزة خلال 24 ساعة ليبلغ أربعين ألف شخص، وفقا للمنظمة الدولية.
الى ذلك قالت كتائب عز الدين القسام الذارع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها فجرت آليات إسرائيلية بعد أن تسلل مقاومون منها خلف خطوط جيش الاحتلال، في حين أكدت مصادر إسرائيلية مقتل جندييْن وجرح آخرين في عملية لكتائب القسام.
وقال بيان لكتائب القسام إن عناصر من وحدة النخبة لديها نجحوا في التسلل إلى خلف خطوط الجيش الإسرائيلي بشرق خان يونس، واعتلوا جرافة ودبابة وفجروهما بعبوة من طراز تاندوم، وأوضحت أن عناصرها رصدوا تسعة انفجارات متتالية في الدبابة.
من جهة أخرى أكدت مصادر إسرائيلية مقتل جندييْن وجرح آخرين خلال عملية تسلل نفذتها مجموعة من القسام خلف الخطوط الإسرائيلية على الشريط الحدودي وسط قطاع غزة.
وقال ناطق باسم الجيش إن جنديين أصيبا بجروح خلال اشتباك مع مقاومين فلسطينيين تسللوا عبر نفق مقابل وسط قطاع غزة إلى موقع قرب معسكر كيسوفيم. وأفاد باستشهاد أحد المهاجمين الفلسطينيين بينما تمكن بقية أفراد المجموعة من العودة إلى قطاع غزة، حيث أفلتوا من قصف الطائرات الإسرائيلية.
من جهته، ذكر الناطق العسكري أن قوة إسرائيلية أحبطت عملية كبيرة كانت تستهدف أسر أو قتل عدد كبير من جنود أو مدنيين إسرائيليين قرب بلدة إسرائيلية مقابل وسط القطاع. وقالت كتائب القسام – الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) – إنها اشتبكت مع قوة إسرائيلية شرق خان يونس، كما قصفت القوات المتوغلة على تخوم بلدة القرارة شرق خان يونس بعدد من قذائف الهاون.
وفي وقت سابق، أعلنت كتائب عز الدين القسام أنها نفذت ما أسمتها عملية إنزال في الأراضي الإسرائيلية قبالة محافظة الوسطى وسط قطاع غزة، مما أدى إلى سقوط جرحى.وقد وصل أربعة جنود إسرائيليين جرحى إلى مستشفى سروقا في بئر السبع، حيث نقل ثلاثة منهم بمروحية وهو ما يشير إلى خطورة جراحهم.
وتحدثت المصادر الإسرائيلية عن تواصل المعارك وتبادل إطلاق النار منذ مدة في الشريط الحدودي الذي احتله الجيش الإسرائيلي وسط وشمال قطاع غزة.وكان بيان لكتائب القسام قال إن مجموعة مقاتلين تسللت خلف القوات الإسرائيلية قبالة محافظة الوسطى وسط قطاع غزة.
وقالت المعلومات إن هذه العملية تعد واحدة من التطورات المهمة التي سجلت، ولفت إلى أن الوضع متأجج ومتوتر ومفتوح على كل المواجهات، حيث يريد جيش الاحتلال الضغط على المقاومة من خلال التلويح بتوسيع العملية البرية.
كما لفت إلى أن ألوية الناصر صلاح الدين «أوقعت في كمين محكم عددا من جنود الاحتلال في بيت حانون عندما تقدموا واحتلوا منزلا تابعا لأحد قادة الألوية».
وفي سياق متصل، استهدفت صواريخ للمقاومة الفلسطينية مدينة أسدود جنوب تل أبيب، في حين اعترضت القبة الحديدية أربعة منها. كما سقطت قذائف صاروخية على بلدات على الحدود مع قطاع غزة دون إصابات، بينما أصيب ستة جنود إسرائيليين بجروح أثناء اشتباكات مع المقاومة بالمنطقة الشمالية بقطاع غزة
وقالت المعلومات إن كتائب القسام قصفت ديمونا بصاروخي «أم 75»، كما قصفت الكتائب ذاتها ريشون لتسيون وبيت يام بخمسة صواريخ. يشار إلى أن صفارات الإنذار دوت في أسدود وزكيم والمناطق المحاذية للشريط الحدودي وفي النقب.
وكانت تسجيل لمكالمة لاسلكية اعترضتها سرايا القدس – الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي رصدت – نداء استغاثة بين قوات الجيش الإسرائيلي وقوات الإسناد بعد تفجير فصائل المقاومة دبابة للجيش الإسرائيلي الذي يشن هجوما بريا على القطاع. وجاء في المكالمة حديث عن أكثر من قتيل ومصابين بين صفوف الجيش الإسرائيلي، إضافة إلى نداء استغاثة عاجل لقوات إضافية بالوصول إلى مكان العملية، وأن كثيرا من القوات لم تصل بعد.وأظهر فيديو بثته سرايا القدس رشاش دبابة استولى عليه مقاتلو الحركة بعد تفجيرها.
على صعيد آخر تواصل خروج المظاهرات في شوارع مدن عدة حول العالم تضامنا مع قطاع غزة، حيث تظاهر الآلاف في لندن، كما تجمع نحو مائة متظاهر في باريس بالرغم من الحظر الرسمي، بينما خرجت عدة مظاهرات في مدن عربية.
ففي العاصمة البريطانية لندن، خرجت مظاهرة حاشدة شارك فيها آلاف البريطانيين للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بالوقف الفوري للعدوان ورفع الحصار المفروض على القطاع, كما نددوا بما سموه الموقف المصري المتواطئ مع الكيان الصهيوني.
أما في فرنسا، فقد تجمع نحو مائة متظاهر في شمال باريس ، بالرغم من إعلان إدارة شرطة باريس حظر مظاهرة كانت أحزاب ونقابات وجمعيات داعمة للقضية الفلسطينية تنوي تنظيمها اليوم، وعللت الشرطة قرارها بما سمتها «المخاطر الكبيرة ببلبلة النظام العام». وهتف المتظاهرون «كلنا فلسطينيون» و«تحيا فلسطين، فلسطين ستنتصر»، في حين تمركزت عشرات السيارات التابعة للشرطة وتوقفت حركة السير في عدد من أزقة المنطقة.
واستنكرت الجهات المنظمة قرار المنع -الذي أيده القضاء المحلي – واعتبرته بمثابة «اعتداء على حرية دستورية مقدسة بذرائع واهية». كما طالبت السلطات بالعدول عما وصفته بـ«القرار السياسي المشين». وقالت إنه «يؤكد انحياز فرنسا الرسمية للمحتل الإسرائيلي».