أعلن تانر يلديز، وزير الطاقة التركي، الجمعة أن تركيا باشرت تصدير النفط من كردستان العراق إلى الأسواق الدولية، وقد قال إن الشحنات بدأت الخروج الخميس من ميناء جيهان نحو موانئ العالم.
مثار خلاف
يأتي تصريح الوزير التركي بعدما أعلنت بغداد أنها تملك الحق الحصري في تطوير واستغلال الموارد الطبيعية في العراق. وهذا الحق كان مثار خلاف دائم منذ غزو العراق في 2003، بين بغداد وشمال كردستان ذات الحكم الذاتي، ما أدى إلى نشوب توترات على خلفية الموارد النفطية، خصوصًا بعدما عمدت كردستان إلى توقيع اتفاقيات مع شركات أجنبية لتصدير النفط، من دون الحصول على موافقة الحكومة المركزية.
وقال يلديز للصحافيين ان “الشحنات بدأت الساعة 22,00 (19,00 تغ) من امس (الخميس) من ميناء جيهان” في جنوب تركيا. واضاف ان “العراق هو الذي يبيع وينتج النفط، والعراق هو الذي سيدير المبيعات المقبلة”.
كما تصاعدت الأزمة بين الحكومة العراقية من جانب وكل من إقليم كردستان العراق وتركيا من جانب آخر، بعد أن رفض الإقليم إيقاف تصدير النفط إلى تركيا، ما دفع ببعداد إلى التهديد بقطع العلاقات التجارية مع تركيا، وإيقاف حصة إقليم كردستان من الموازنة المالية للعام 2014.
لا احترام
وفي تصريح نقلته تقارير إخبارية، قال رئيس شركة تسويق النفط العراقية فلاح العامري إن إقليم كردستان العراق لم يحترم الاتفاقيات الموقعة بين الحكومة المركزية ببغداد وحكومة أربيل، إضافة إلى عدم التزامه بالدستور العراقي الذي يؤكد أن وزارة النفط هي المسؤولة عن تصدير النفط، لأن النفط ملك لجميع أبناء الشعب العراقي.
اضاف العامري: “إصرار إقليم كردستان العراق على تصدير النفط سيتسبب بمشاكل عديدة لوزارة النفط الاتحادية وسياسة البلد التصديرية، إضافة إلى خلق مشاكل مع الشركات الأجنبية العاملة في البلد”، داعيًا المسؤولين في بغداد وأربيل إلى حل الخلافات بشكل مرن واحترام سياسة العراق النفطية.
إلى القضاء
تعقيبًا، اعلنت السلطات العراقية اتخاذ اجراءات قانونية ضد تركيا اثر اعلان انقرة البدء بتصدير نفط اقليم كردستان الشمالي، الى الاسواق العالمية، حسب ما اعلن بيان رسمي الجمعة. وجاء في بيان لوزارة النفط العراقية باللغة الانكليزية وتلقت فرانس برس نسخة منه “قدمنا طلب تحكيم ضد الجمهورية التركية وشركة بوتاس لخطوط نقل النفط التابعة للدولة، الى غرفة التجارة الدولية في باريس”.
واضاف البيان ان سبب طلب التحكيم، لان تركيا قامت بـ”نقل وتخزين النفط الخام من اقليم كردستان، وعن طريق تحميل النفط الخام عبر ناقلة في ميناء جيهان التركي، كل ذلك من دون إذن من وزارة النفط العراقية”. واكد البيان ان “تركيا و (شركة) بوتاس انتهكت التزاماتها الخاصة باتفاقية انابيب نقل النفط، العراقية ـ التركية”.
بدوره، اكد عاصم جهاد المتحدث باسم وزارة النفط العراقية لفرانس برس ان “الوزارة وجّهت رسائل الى جميع الجهات التي تتعامل بالنفط لتحذيرها من التعامل مع هذا النفط الذي يعتبر مهرّبا”. ويأتي هذا الاعلان بينما تثير مسألة ادارة صادرات النفط خلافات بين السلطات الكردية والحكومة العراقية منذ اشهر.
وترى بغداد ان النفط يعود الى كل العراق، بينما تصرّ اربيل على التعامل مباشرة مع شركات نفطية. ويمكن ان تفاقم الصادرات عبر تركيا التي تأتي بعد الانتخابات التشريعية التي جرت في 30 نيسان/ابريل الماضي، وفاز فيها التحالف الذي يقوده رئيس الوزراء نوري المالكي، التوتر بين الاكراد والحكومة المركزية في بغداد.