وقصف الطيران الحربي الإسرائيلي، بعد ظهر اليوم الثلاثاء، قطاع غزة، وفقاً لتوجيهات من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، موشيه يعالون، وأوقع القصف 4 شهداء و60 جريحاً. وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن القصف جاء بعد سقوط صاروخين أُطلقا من قطاع غزة، في منطقة مفتوحة قرب بئر السبع، وصاروخ آخر على “نتيوفوت”، جنوبي إسرائيل. ولم يتبنّ أي فصيل فلسطيني، حتى الساعة، إطلاق الصواريخ، مما يشير إلى أن ذريعة إسرائيل في التصعيد غير واضحة.
وشنّ الطيران الحربي الاسرائيلي غارات عدة، استهدفت شمال مدينة غزة، ما أدى الى استشهاد 4 أشخاص، بينهم طفلة، وإصابة 62 بجراح مختلفة.
ونقل موقع “والا” الإسرائيلي أنه على الرغم من عدم تبني أي من الفصائل الفلسطينية إطلاق الصواريخ، إلا أن جهات أمنية إسرائيلية اتهمت رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، خالد مشعل، بـ”إصدار تعليمات لمجموعات مسلّحة خارج الجناح العسكري لحركته، بإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل”.
وقال مسؤول أمني في غزة إن “القوى الأمنية لم ترصد أي عملية إطلاق للصواريخ على الأراضي المحتلة، انطلاقاً من القطاع”، نافياً الرواية الإسرائيلية بشكل تام.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، أن “خمسة فلسطينيين، بينهم ثلاثة أطفال، أُصيبوا في القصف الإسرائيلي، الذي استهدف مناطق مختلفة بالقطاع”.
وشنّ الطيران الحربي الإسرائيلي 34 غارة على الأقلّ، في ساعة ونصف.
في السياق، أكد المتحدث باسم “حماس” سامي أبو زهري، أن “حركته ليس لديها أي معلومات عن إطلاق صواريخ من غزة”. ولفت الى أن “مؤكداً أن الغارات الإسرائيلية تهدف إلى إجهاض مفاوضات القاهرة”، محملاً في ذات الوقت الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن التصعيد وعن كل التداعيات المترتبة عليه.
وكان نتنياهو استدعى فريقه التفاوضي من القاهرة، وأمرهم بالعودة إلى إسرائيل، في خطوة تشير إلى انهيار الهدنة من جديد وربما استئناف القتال. كما دعا وزراء في الحكومة الإسرائيليية إلى حملة برية واسعة في قطاع غزة.
وتوالت في إسرائيل ردود فعل الوزراء الإسرائيليين، الذين استغلوا سقوط الصواريخ في منطقة بئر السبع لمطالبة نتنياهو باستئناف العدوان ضد “حماس” وكسرها عسكرياً. فقد أعلن وزير الاقتصاد الإسرائيلي، نفتالي بينيت، أن “من يُرد ضرب منظمة إرهابية، يحاربْها، ومن يتفاوض معها يُقوِّها”. وأضاف أنه “سيكون على إسرائيل، إن عاجلاً أم آجلاً، أن تكسر حركة حماس، وتحسم المعركة معها عسكرياً”.
وكانت الأمور تبدو في طريقها إلى حل وتوقيع اتفاق، لكن رئيس الوفد الفلسطيني، عزام الأحمد، خرج، عقب إعلان “الهدنة المخترقة”، ليعلن أنه لم يتم التوصل إلى أيّ اتفاق أو التقدّم في أي من الملفات المطروحة خلال المفاوضات.
ومن المنتظر أن يصل رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس يوم غد، الأربعاء، إلى الدوحة لعقد اجتماع مع أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، خالد مشعل. ويغادر بعد ذلك إلى القاهرة، حيث يلتقي الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، يوم الجمعة المقبل.