لا
شك أن ابتكار معايير تحدد ألمعية قارئ مجلس العزاء خطوة جيدة في تحديد عملية
الانتقاء وبخاصة في القاعات المركزية التي تستقطب أكبر قدر من الوافدين. ولا شك أن
المعايير المطروحة قد تم دراستها بشكل دقيق ما خلا معيارا واحدا سنأتي على ذكره
بعد قليل.
بيد أن المشكلة تكمن في خروج هذه اللائحة الى العلن، وبالتالي تصوير
قراء مجالس العزاء في حالة تنافس ضمني أو علني لاعتلاء سدة ” القارئ
الأفضل”. وانطلاقا من حرصنا الشديد على هذه المناسبة الجليلة نرتأي عدم خوض
غمار هذه التجربة على الأقل بصورة علنية، ذلك أن أحدا من القراء لا يسعى الى تطويب
نفسه في معرض قراءة مجلس العزاء؛ أو على الأقل ما نسعى نحن الى تمنيه؛ فالعزاء في
الخطب الجليل محو للذات الفردية وفرصة لاعادة النظر في ترتيب علاقتنا بالعالم
بعيدا عن صور العالم الهشة حال الأنانية والفوضى واثبات النفس المتكالبة على ماديات
الدنيا؛ وكيف الحال اذا تعلق الأمر بالامام الحسين؟
اما في ما يتعلق بالمعيار الذي يتطلب من القارئ القدرة على إبكاء الناس، فلا نظنن
أن القارئ ممثل محترف يسعى الى اتقان دوره في القراءة بقدر ما يعبر عن حالة
وجدانية عميقة وكثيفة وحاضرة…