قام عبد الله النسور رئيس الوزراء الأردني بالكشف عن وجود خطة لدى حكومة المملكة للإفراج عن السفير الأردني في ليبيا فواز العيطان الذي تم اختطافه على يد جهات غريبة قبل يومين.
وقد أكد النسور خلال جلسة للبرلمان الخميس: إن الضرورة تحتم على الحكومة الأردنية عدم إعلان خطتها كي لا تضر بقضية السفير، لافتاً أن الحكومة تصدر إعلانات على لسان وزير الخارجية مدروسة تماماً لكون الزيادة فيها قد يكون لها عواقب تضر بالقضية.
ولفت إلى إجراء إتصالات رسمية من قبل أطراف مختلفة في الدولة الأردنية وتقوم بكل الإجراءات الممكنة من خلال علاقاتها بليبيا والدول الصديقة والمجاورة لليبيا.
وقد جاء حديث النسور رداً على حديث للبرلماني سعد السرور وهو رئيس سابق للبرلمان، حيث طالب الحكومة بتوضيح إجراءتها حيال اختطاف السفير العيطان الثلاثاء الماضي، في حين طالب رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة، مجلسي النواب والأعيان بإصدار بيان يوجه للسلطات الليبية بالمحافظة على حياة السفير وإطلاق سراحه، كما طلب من الحكومة بذل ذات لجهود ليعود السفير آمناً إلى بلده وأسرته.
وكانت أوساط دبلوماسية أردنية تطرقت لإمكانية إجراء مساع عشائرية للإفراج عن السفير العيطان، استناداً إلى ارتباط تاريخي بين عدد من القبائل الليبية مع القبيلة التي ينتمي إليها السفير (قبيلة بني حسن) والتي تعد من كبرى عشائر الأردن وتعرف باسم عشيرة المليون، ويمتد أبنائها في سكناهم وأملاكهم إلى ثلاث محافظات أردنية في المفرق وجرش والزرقاء.
وبحسب مصادر مقربة من عائلة السفير فإن الإجتماع الذي دعا إليه الشيخ نواف العيطان لقبيلة بني حسن في مدينة المفرق، يبحث في كافة السبل من أجل الإفراج عن السفير، مع إمكانية اللجوء للوساطة العشائرية، استناداً للروابط التاريخية بين عشائر ليبية وقبيلة بني حسن.
لكن المعلومات التي يتداولها الدبلوماسيون والساسة الأردنيون، تبعث على القلق، حيث تتوارد أنباء عن ارتباط الخاطفين بتنظيم أنصار الشريعة، وسط حديث عن ربط لهوية الخاطفين المتشددة، بإمكانية التفاوض مع السلطات الأردنية للإفراج عن السفير مقابل الإفراج عن أحد المعتقلين الإسلاميين في السجون الأردنية والمعروف باسم محمد سعيد الدرسي والملقب بـ (النص).
وتشير سيرة النص أنه معارض قديم لنظام القذافي حيث إذ اعتقل العام 1998 في ليبيا بعد اشتباكات دارت بينه وبين قوات الأمن الليبية، في محاولة منه للثأر من قاتلي أحد أشقائه، على يد القوات الليبية، وعقب الإفراج عنه، توجه للجهاد في العراق ضد الاحتلال الأمريكي، قادماً من سوريا باتجاه الأردن إلا أن الأجهزة الأمنية القت القبض عليه ليحكم عليه بالسجن المؤبد، حيث يقم الآن في سجن الجفر الذي يبعد قرابة 280 كم جنوب العاصمة عمّان.