تراجع زخم الحركة السياسية امس، بعد اقتناع الجميع بالفراغ الرئاسي، وبدء الاستعدادات في القصر الجمهوري لمغادرة الرئيس ميشال سليمان قصر الرئاسة الى منزله في عمشيت بعد ظهر اليوم، فيما ترأس امس الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء، كما ودع العاملين في القصر الجمهوري على ان يقام اليوم حفل وداع رسمي بمشاركة الرئيسين نبيه بري وتمام سلام ورؤساء الحكومات السابقين والوزراء والنواب الحاليين والسابقين، وسيلقي الرئيس كلمة يتحدث فيها عن الانجازات الاساسية على رغم العقبات التي حالت دون تنفيذ كل ما طمح اليه، علما ان الرئيس سليمان اكد امام العاملين في القصر الجمهوري امس انه ليس خائفا على لبنان، مشددا على ان التعطيل السياسي أخّر الكثير من الامور، وسيغادر الرئيس سليمان بعبدا اليوم الى عمشيت، حيث سيفتح منزله غدا للقاء من واكبه في مسيرته العسكرية والسياسية والاجتماعية ودعم مشروع الدولة.
واشارت المعلومات الى ان سليمان سيتطرق ايضا في كلمته اليوم الى ضرورة تطوير الدستور اللبناني وليس تعزيز صلاحيات الرئاسة بعدما تبين له من خلال الممارسة وجود ثغرات لم يتطرق اليها الطائف.
واللافت ان المدعوين لحفل الوداع يتجاوزون الـ480 شخصا، لكن حزب الله لم يبلغ دوائر القصر الجمهوري حتى مساء امس حضوره الاحتفال او عدمه، لكنه ايضا لم يرسل اي اعتذار. في المقابل فإن حزب الله لم يوجه دعوة للرئيس سليمان لحضور احتفال ذكرى المقاومة والتحرير، لكن الوزير حسين الحاج حسن حضر امس الى القصر الجمهوري لحضور جلسة مجلس الوزراء رغم ارتباطه بإلقاء كلمة حزب الله في مهرجان بيصور.
واشار الى انه حضر لبعض الوقت كي لا يفسر غيابه بــأنـه مقاطعة للجلسة الوداعية للرئيس سليمان.
الاستحقاق الرئاسي
أما على صعيد الاستحقاق الرئاسي، فان «صاحب الفخامة» ما زال خارج التسويات المحلية والاقليمية ولم يسجل اي خرق يذكر وغاب النشاط المتعلق في هذا الاستحقاق مع مغادرة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الى الاردن والاراضي المقدسة.
وكشفت معلومات مؤكدة لـ «الديار» نقلا عن زوار لبنانيين الى السعودية ان رئيس الديوان الملكي السعودي خالد بن عبد العزيز التويجري ابلغ زواره استحالة قبول الرياض بترشيح عون وجعجع وانها مع رئيس مقبول من الجميع، لكنه لم يتم التطرق الى اسماء بديلة.
اما العماد ميشال عون فسيعلن موقفه من كل الملفات بعد ظهر الاثنين وسيرد على حملات جنبلاط عليه وسيؤكد على استمرار الحوار مع الرئيس الحريري وسيعلن عدم حضور جلسات التشريع وتحديدا جلسة الثلاثاء بشأن سلسلة الرتب والرواتب. كما سيقتصر حضور وزرائه على الملفات الهامة، اي نصف مقاطعة لمجلس الوزراء وقال الوزير جبران باسيل «ان العمل في الحكومة لن يستمر مع بدء الشغور كما هو الآن».
وفي المقابل، فان قوى 14 اذار ستصدر موقفا مشتركا قبل الاثنين وسيكون عالي السقف، وتحدد اطار العمل للمرحلة المقبلة، وتم الاتفاق على هذه الخطوات بعد اجتماع لقوى 14 اذار في بيت الوسط مساء امس.
اما الوزير بطرس حرب فأكد انه لن يقاطع جلسات مجلس الوزراء.
اما النائب وليد جنبلاط فهو مستمر في حملته الداخلية والخارجية لابعاد عون وجعجع والاقطاب الموارنة، وامل «الا يجرنا بعض الافرقاء الى المزايدة الطائفية ويعرضوا الحكومة الى نكسة ما».
اما الرئيس نبيه بري فسيواصل دعواته لمجلس النواب للانعقاد وسيخوض معركة ضد المعطلين للمجلس النيابي.
اما حزب الله، فسيبقى وراء العماد ميشال عون في معركته الرئاسية وقراره مرتبط بما سيقرره العماد ميشال عون.
اما القوات اللبنانية، فأكدت استعدادها للدخول في البحث عن حلول في الملف الرئاسي شرط ان يكون المرشح البديل للدكتور جعجع من قوى 14 اذار وتحديدا الرئيس امين الجميل او بطرس حرب.
الديار