أظهرت وثائق جديدة من ‘وثائق دمشق السرية ‘ ، التّي تنشرها ‘الشرق الأوسط’ بالتعاون مع مركز ‘مسارات’ الإعلامي السوري المعارض ، التنسيق بين النظام والمجموعات الإسلامية المقاتلة، لا سيما ‘الدولة الإسلامية في العراق والشام ‘داعش’.
وتبيّن هذه الوثائق أنّ النظام استفاد من عدد كبير من العملاء السوريين والعراقيين المزروعين في التنظيم، حيث منع عنه هجمات المعارضة في بعض مناطق الشمال بسبب ‘سطوته’ بين فصائل المعارضة.
ويكشف رئيس اللجنة الأمنية في مدينة نبل ومحيطها في حلب العقيد حيدر حيدر في الوثيقة عن وجود أكثر من 150 عنصرا مدربين (دورة صاعقة بمستوى عال)، بالإضافة إلى مجموعات أخرى يزيد عدد عناصرها على 600 تتراوح أعمارهم بين 20 و45 عاما.
وتشير الوثائق إلى انضمام مجموعة من العراقيين للقتال إلى جانب النظام عن طريق فرع أمن الدولة في حلب، وإلى أنّ حيدر طلب في الوثيقة تأمين مجموعة هويات سورية تؤمن انضمام هؤلاء العناصر وذلك بسبب عدم انتمائهم إلى الطائفة السنية المشروطة للإنضمام إلى ‘داعش’، كما سهل عبور المقاتلين المؤيدين للنظام في الاتجاهين عبر الحدود.
وتكشف إحدى الوثائق، أن موقع مدينة نبل وبلدة الزهراء الجغرافي يساعد في التحكم بأوتوستراد حلب ويمكّن قوات النظام والمجموعات التي تقاتل إلى جانبه من دخول الحدود العراقية والخروج منها بالتنسيق مع حلفائهم في الجانب العراقي ونقل المقاتلين والعتاد.
أما في الجانب الإيراني، فتظهر الوثائق عن خطة عمل مقدمة من خبراء إيرانيون ‘تهدف إلى تشويه الحراك السوري المعارض’، وهي تتضمّن خلق صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل أسماء وشعارات المعارضة بغية إظهارها بمظهر المتوحش والمنقسم والمتعامل مع الغرب وإسرائيل، بالإضافة إلى اقتراحات نشر إشاعات مفادها عن عمليات نقل السلاح عبر لبنان بالتعاون مع ‘تيار المستقبل’ و’الجماعات الإسلامية’ في طرابلس، ونشر مقاطع فيديو وصور تشير إلى النشاط المسلح للمعارضة وتكثيف نشر مقاطع الفيديو التي تتضمن مشاهد عن المجازر وعمليات القتل والتقطيع والتمثيل بجثث الأبرياء من مدنيين وعسكريين.