أبى الاحتلال أن يمضي العيد، في قطاع غزة، من دون ارتكاب مجزرة جديدة، إذ انطلق صاروخ إسرائيلي من طائرة استطلاع كما يبدو، ليحيل ثمانية أطفال كانوا يلهون في متنزه في مخيم الشاطئ، غربي مدينة غزة، إلى أشلاء. وقال مصدر طبي إن عشرة أشخاص، بينهم ثمانية أطفال، استشهدوا في القصف، فضلاً عن إصابة أكثر من 45 بجراح مختلفة.
ونفت وزارة الداخلية في غزة ادعاء جيش الاحتلال أن الصواريخ، التي قتلت الأطفال غربي المدينة، كانت صواريخ للمقاومة.
وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني، في غزة، إياد البزم، أن شرطة هندسة المتفجرات قامت بمعاينة مكان استهداف الأطفال غربي مدينة غزة، وأن بقايا الصواريخ، التي وجدت في المكان، هي لقذائف إسرائيلية وليست لصواريخ من المقاومة.
واعتبر البزم أن قول المتحدث باسم جيش الاحتلال إن الصواريخ، التي أصابت الأطفال، فلسطينية مجرد رواية “كاذبة ومحاولة فاشلة للهروب من المسؤولية عن هذه الجرائم، وخشية الاحتلال من الفضيحة والملاحقة القانونية”.
وكان قد استشهد طفل صباح يوم العيد، في بلدة جباليا شمالي القطاع، كان يلهو مع أقرانه في شارعهم، قبل أن تسقط عليهم بشكل مباشر قذيفة مدفعية أطلقتها قوات الاحتلال.
كما استشهد الشاب، محمد شحادة أبو لوز، شمالي القطاع، جراء قصف المدفعية الإسرائيلية تجمعاً للمواطنين.
كذلك، تمكنت طواقم الإسعاف من انتشال جثامين ثلاثة شهداء من بلدة خزاعة الحدودية، شرقي خانيونس، في وقت سابق، بعدما سمح الاحتلال للطواقم الطبية بدخول البلدة للمرة الأولى منذ إعلانها منطقة عسكرية مغلقة.
في غضون ذلك، واصلت المدفعية الإسرائيلية المنتشرة على الحدود عمليات القصف على الأراضي الزراعية والمناطق الحدودية بالذات.
كما شن الطيران الحربي سلسلة من الغارات على أراضٍ فارغة وزراعية، يزعم أنها تستخدم في إطلاق الصواريخ على الأراضي المحتلة.
في هذه الأثناء، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مقتل 4 إسرائيليين، في سقوط قذيفة هاون على منطقة أشكول جنوبي إسرائيل.
من جهتها، أعلنت “كتائب القسام”، الذراع العسكرية لحركة “حماس”، أن مجاهديها “قتلوا جنديين إسرائيليين وأصابوا عدداً آخر في اشتباكات مباشرة شرقي بلدة جباليا”.
وذكرت “القسام” أن “قوات الاحتلال تقدمت صوب أراضي المواطنين وجرفت أراضيهم ومزارعهم، شرق جباليا، وإثر ذلك، دارت اشتباكات عنيفة مع العدو”. وقبل ذلك، اشتبك مقاتلو القسام مع قوة إسرائيلية خاصة، كانت تعمل في شرقي جباليا، وأطلقوا عليها قذائف هاون مما أجبرها على التراجع.
كذلك، كشفت “القسام” عن أن مقاتليها كبدوا جيش الاحتلال خسائر فادحة في صفوفه، وخصوصاً خلال العمليات البرية التي شنها الاحتلال. وذكرت أن مقاتليها “أجهزوا (قتل من مسافة صفر) 91 ضابطاً وجندياً، وجرحوا المئات” حتى اليوم.
وأكدت الكتائب أن “عدد القتلى أكبر من ذلك، وأن هذا العدد من القتلى هو ما أحصاه المجاهدون في الاشتباكات المباشرة مع جيش الاحتلال وجهاً لوجه، ومن مسافة صفر، على أعتاب مدينة غزة، فيما أصيب المئات بجراح منهم جراح خطيرة جداً”. وأوضحت أن “الاحتلال يحاول، حتى هذه اللحظة، إخفاء عدد القتلى، فقد اعترف أن ضابطين وثلاثة جنود توفوا متأثرين بإصابتهم في معارك مع كتائب القسام في وقت سابق، والتي كان آخرها الكمين المحكم للقسام في بيت حانون مساء الجمعة”.
وقبيل تجدد القصف الإسرائيلي، كانت وزارة الداخلية والأمن الوطني قد أكدت أن الهدوء النسبي الحالي، الذي شهده قطاع غزة، هو هدوء ميداني غير ناتج عن أي اتفاق تهدئة، في إشارة إلى أن هذا الهدوء مدعاة لأخذ الحيطة والحذر والانتباه. وقالت الداخلية في بيان إنه “لم يتم الاتفاق على تهدئة انسانية بين فصائل المقاومة والاحتلال، بسبب التعنت الإسرائيلي في ذلك”.
من جهتها، اعتبرت حركة “حماس” أن رفض إسرائيل التهدئة الإنسانية المرتبطة بعيد الفطر هو “استخفاف بمشاعر المسلمين وبعباداتهم”. وحملت “الاحتلال المسؤولية عن هذا التصعيد والتنكر لعبادات المسلمين وعن هذا الاستخفاف”.