كتاب الجلوة وهو أحد الكتابين المقدسين للديانة اليزيدية مع مصحف رش ،هي عبارة عن نصائح الملك طاووس لأتباع الديانة اليزيدية يبين فيها مدى قوته وأفعاله، وما يقدمه لأبناء طائفته، وينسب هذا الكتاب إلى الشيخ حسن شمس الدين، ويعتقد أنه قد قام بتقديمه إلى أمين سره فخر الدين قبيل موته.
وفيه مجموعة من المباديء تتكلم عن قدم الخالق وبقائه وقدرته ووعيده ووعده، وفكرة تناسخ الأرواح، وفيه أيضا ً إتهام للكتب السماوية بالتحريف، ويقول ان ما وافق منها كلام اليزيدية صحيح، وما خالفه فهو محرف ومبدل. وفيه كذلك بحث حول الحيوانات البرية والبحرية والفضائية، والتي تتحرك وتحيا تحت إمرت الخالق، وكل ما في دفائن الأرض واضح له، يرزق من يشاء، ويوصي الله في هذا الكتاب بأن يجلوه ويحترموه، وبأن يحفظوا شرائعه ويعلموا بها.
الموجود قبل كل الخلائق هو ملك طاووس
وهو الذي أرسل عبطاووس إلى هذا العالم لكي يميَز ويفهم لشعبه الخاص وينجيه من الضلال والوهم
وأول ذلك كان بتسّلم الكلام شفاهيا ثم بواسطة هذا الكتاب المسمّى (جلوة) وهو الكتاب الذي لا يجوز أن يقرأه الخارجون عن المّّلة
الفصل الأول من الجلوة
أني خلقتكم أجمعين وأحسنت خلق السماوات والأرض….. بسطتها بغير وعي وبدون ركن. كنت ولم يكن أحد، ولم يكن لي شريك، وكنـت واحدا فردا، وسوف أكون ولا يكون معي أحـد بلا صاحب فأبقى واحدا. لا أحتاج إلى أحد، وكلكم تحـتاجون ألي. أني أنا الله العظيم، آله واحد في السماء والأرض. أنا أقرب إليكم من أرواحكم، في الليل والنهار، أنا في كل زمان معكم وأنا عالم بما تعملونه وما تقولونه سرا وجهرا. أسمع وأرى ما فوقكم وما تحتكم، وما هو أمامكم وخلفكم، أنا بما تعملون عليم، وبما تكتمون في أنفسكم. أنا الله الرحمن الرحيم. أنا الذي ألفت بين الروح والجسد. وأن فرق بينهما الموت، بيدي هذه الحياة، أنا معلم معين لكم، وأنا ربكم فأعبدون. أنا خالق سرنديب، وخالق داسن. لاأنام ولاآكل، ليس لي محل ولإمكان، أنا حاضر في كل مكان، أنا الذي أدبر أمر الموت، أنا الرزاق المعطي، ليس لي صاحب ولاشريك.
الفصل الثاني
خلقت الموت والحياة، أولج الليل بالنهار والنهار بالليل، أنا أضحك وأبكي، فمن الذي يخيفني ؟ أنا معكم في الجبال، وأنا معكم في الصحارى، وأنا معـكم في البحار، عليم بما تعلمون، عليم بحال النحل والنمل. أن تعدوا نعمة الله بألسنتكم وأفواهكم ليلا ونهارا فلا تحصون منها الا بقدر شعرة، أو بمقدار حبة خردل من نعيمي، أنا وحدي أعلم السر وأخفي. أنا خلقناكم من نطفة، فجعلنا النطفة علقه، فجعلنا العلقة مضغة، فكسون المضغة عظاما، ثم جعلناكم بشرا يشعر بعد أربعة أشهر، ولما بلغتم التاسع خرجتم إلى الدنيا باكين، وبعد أيام تضحكون. الشمس قطعة من نوري، والقمر شعلة من نوري. ……………………………………………….. اذكروني في خيالكم، اذكروني في أفكاركم، اذكروني في قلوبكم، وأجعلوني قرة أعينكم، تكونوا من الرابحين.
خلقت العناصر الأربعة، وهي الماء والتراب والنار والهواء، بسنة معلومة وجعلتها مجتمعة في العالم الحيواني. أعين العناصر الأربعة، جمعتها مؤتلفة في الأشجار والنباتات، وجعلتها واسطة لبقاء الحياة فيها. وقد خلقت هذه العناصر الأربعة وغيرها من المواد بأمري، وظهرت من العدم إلى الوجـود بأمري ومشيئتي. ……. من الذي خلق الماء ؟ ذاك هو الله العلي. من الذي خلق التراب ؟ ذاك هو الله العلي. من الذي خلق الهواء ؟ ذاك هو الله العلي. هذه الألوان من الأحمر والأصفر والأبيض والبنفسجي، قل من خلقها؟ خلقها الله العلي. هذه الجبال والقمم العالية، هذه الصخور والأحجار المرتفعة، هذه السهول والصحارى، أسأل من خلقها ؟ خلقها الله العلي. هذا الليل والنهار، وهذا النوم والصحو، وهذه الصحة والمرض، وهذا الضحك والأنين، من هو خالقها ؟ أسأل من خلقها، لتجدن الجواب خلقها الله العلي.
بجوار دجلة والفرات وبادية الشام، فئة من الناس لهم عقيدة خاصة ومنطق خاص بهم: أنهم اليزيدية الذين يصفهم البعض بعبدة الشيطان..
العقيدة اليزيدية مجموعة طقوس من الزرادشتية والمانوية واليهودية والمسيحية النسطورية وبعض من التعاليم الإسلامية. وهذه العقيدة لم تكن واضحة الجذور حتى لأتباعها.
من أشهر أوليائهم الشيخ عدي بن مسافر المولود في عام 1075م والمتوفى عام 1162م والذي ينتمي الى العائلة الأموية عن طريق مروان بن الحكم، ومن هنا كان ارتباطهم بيزيد بن معاوية. إلا أنهم كمجموعة وجدوا قبل هذا الارتباط. ومن مقدساتهم الطاووس أو ملك الطاووس الذي يعد على شكل طاووس مصنوع من البرونز أو الحديد. وهو حسب اعتقادهم يحكم الكون بمعية سبعة من الملائكة. وهذه الملائكة السبعة خاضعة للرب الأعلى.
واليزيديون ينكرون وجود الشر وجهنم، وإن انتهاك حرمة القوانين السماوية عندهم يكفر عنه بطريق التناسخ والذي يؤدي بالتدريج الى صفاء الروح. ويدعون أن إبليس تاب عن تكبره أمام الله وقبل الله توبته وعاد الى منزلته السابقة كرئيس للملائكة.
يتواجد اليزيديون في مدينة الموصل العراقية وديار بكر وحلب في سورية وفي جزء من إيران. ومركز عبادتهم وموضع الحج السنوي هو ضريح الشيخ عدي الذي يقع في مدينة الشيخ عدي في الموصل. لهم كتابان مقدسان هما كتاب الجلوة والمصحف الأسود والترانيم العربية في مدح الشيخ عدي.
هنالك دراسات تؤكد على ان الأبجدية الايزيدية هي اساس اللغة الكوردية ،يقول الدكتور صديق زاده بوركي: كان للأكراد لغة وأبجدية تسمى بالابجدية الكوردية الايزيدية,وهي الابجدية التي كتبت بها المنشورات الايزيدية القديمة وكتبهم المقدسة مصف الاسود والجلوة.(1)
للابجدية الايزيدية الكوردية جذور تاريخية عريقة توثقها مصادر تاريخية في كتب المستشرقين وهي ليست حديثة العهد كاللغة الكوردية الحالية بابجديتها اللاتينية والعربية التي لم تكن تاريخها اكثر من مائة وخمسون سنة من ظهورها،( لا اقصد بالأبجدية التي استخدمها البعض من شعراء الكورد في نتاجاتهم ???-???? من امثال الهمداني والحريري والشيرازي اذ،(2) كانت نتاجاتهم بأبجدية فارسية بحتة ولم تكن بالابجدية الكوردية الجنوبية الحالية الممزوجة بين الابجديتين العربية والفارسية وبأضافات حركات هجائية حديثة من اجتهاد اللغويين الأكراد ) ،هنالك كثير من الادلة تشير الى ان الابجدية الكوردية الحقيقة هي الابجدية الايزيدية القديمة التي جاءت بها المخطوطات والمنشورات(خت ومشور) الابيار والكتابين المقدسين مصحف الاسود والجلوة.
حصل الفرنسي اتستانس ماريي كارم على كثير من منشورات الكتابين المقدسين، مصحف الاسود وكتاب الجلوة، بتلك الأبجدية، تمكن كارم الحصول على ?? مخطوطة من مخطوطات الكتابين المقدسين ،الامر المحزن والمثير للأشمئزاز هو اننا سبب كل مصائبنا ومآساتنا (لاتموت الشجرة ان لم تكن داءها منها)، يذكرالباحث الفرنسي انستانس كارم بأنه حصل على مخطوطات الكتابين المقدسين من وجهاء الايزيدية سرا مقابل حفنة من الفرانكات “فرانك عملة فرنسية كانت انذاك
أدناه صورة توضح الأبجدية الكوردية في كتاب شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام ،سنة865 م ،لمؤلفه أحمد النبطي هذه الوثيقة تكشف في ثناياها الحضارة الكوردية الايزيدية القديمة في ميسوبوتاميا ،لم تكن للاسلام وفتوحاته نفوذ حينذاك في كوردستان، الوثيقة تعتبر اول وثيقة تاريخية ذكرت فيها اسم الاكراد سنة865 م .
في البداية خلق الله الدرة البيضاء من سره العزيز وخلق طائراً اسمه “انفرا” وجعل الدرة فوق ظهره وسكن عليها اربعين ألف سنة.
أول يوم خلق الله فيه هو يوم الأحد. وخلق فيه مَلَـكاً اسمه عزرائيل وهو طاووس ملك رئيس الجميع.
ويوم الاثنين خلق ملك دردائيل وهو الشيخ حسن.
ويوم الثلاثاء خلق ملك إسرافائيل وهو الشيخ شمس.
ويوم الأربعاء خلق ملك ميكائيل وهو الشيخ أبو بكر.
ويوم الخميس خلق ملك جبرائيل وهو سجاد الدين.
ويوم الجمعة خلق ملك شمنائيل وهو ناصر الدين.
ويوم السبت خلق ملك نورائيل وهو فخر الدين.
وجعل الله ملك طاووس رئيساً عليهم.
بعده خلق صورة السبع سموات والأرض والشمس والقمر.
فخر الدين خلق الإنسان والحيوان والطير والوحوش ووضعهم في جيوب الخرقة وطلع من الدرة ومعه ملائكة فصاح صيحة عظيمة على الدرة فانفصلت وصارت أربع قطع ومن بطنها خرج الماء وصار بحراً وكانت الدنيا مدورة بلا تخلل.
وخلق الله جبرائيل بصورة طائر وأرسله، وبيده وصنع أربع زوايا الأرض. ثم خلق مركباً ونزل بالمركب ثلاثين ألف سنة. بعده جاء وسكن في لاليش. ثم صاح في الدنيا أرضاً وبدأت تهتز فأمر جبرائيل على قطعتين من الدرة البيضاء ووضع الواحدة تحت الأرض والأخرى في باب السماء فسكنت ثم جعل فيها شمساً وقمراً وخلق نجوماً من نثريات الدرة البيضاء وعلقها في السماء للزينة.
وخلق أشجاراً مثمرة ونباتات في الأرض والجبال لأجل زينة الأرض ثم خلق العرش على الفرش.
الرب العظيم قال: يا ملائكة أنا أخلق آدم وحواء وأجعلهم بشراً. ومنهم يكون من سر آدم شهرين سفر. ومنه يكون ملة على الأرض ثم ملة عزرائيل أعني طاووس ملك وهي ملة اليزيدية.
ثم أرسل الشيخ عدي بن مسافر من أرض الشام وأتى إلى لاليش.
ثم نزل الرب إلى الجبل الأسود وصاح وخلق ثلاثين ألف ملك وفرقهم ثلاث فرق. وبدأوا يعبدونه أربعين ألف سنة. ثم أسلمهم إلى طاووس ملك وصعد بهم إلى السماوات.
ثم نزل الرب في أرض القدس. أمر جبرائيل جلب تراب من أربع زوايا الدنيا فجاء بتراب وهواء ونار وماء فخلق من كل هذا آدم الأول وجعل فيه روحاً من قدرته. وأمر جبرائيل أن يدخل آدم إلى الفردوس ويأكل من كل ثمر الشجر. أما من الحنطة فلا يأكل.
وبعد مائة سنة طاووس ملك قال لله: كيف يكون يكثر ويزيد آدم واين نسله؟
قال الله: الأمر والتدبير سلمته بيدك.
فجاء وقال لآدم: أأكلت حنطة؟
قال: لا، لأن الله نهاني.
قال: كُلْ، يصير لك أحسن.
بعدما أكل، حالاً نفخ بطنه. فأخرجه طاووس ملك من الجنة وتركه وصعد إلى السماء.
فتضايق آدم من بطنه لأنه ما كان له مخرج. فأرسل الله طائراً فجاء ونقر وفتح له مخرجاً فاستراح.
وجبرائيل غاب عن آدم مائة سنة. فحزن وبكى مائة سنة.
حينئذ أمر الله جبرائيل أن يخلق حواء فجاء وخلق حواء من تحت آباط آدم الأيسر.
ثم نزل ملك طاووس إلى الأرض لأجل طائفتنا المخلوقة وأقام لنا ملوكاً ما عدا ملوك الأثوريين القدماء: نسروخ وهو ناصر الدين. وأرطيموس وهو ملك شمس الدين وبعد ذلك صار لنا ملكان شابور الأول وشابور الثاني، ودام ملكهما مائة وخمسين سنة، ومن نسلهما قام أمراؤنا إلى الآن.
وبغضنا لأربع ملوك.
حُرمتْ [في الأصل “حرمنا” ومعها لا يستقيم السياق. فرناس] علينا الخس لأنه على اسم أنبيائنا الخاسية، الملوخية واللوبياء والصبغ الأزرق. وما نأكل السمك لأجل احترامنا ليونان النبي، والغزال لأنه غنم أحد أنبيائنا. والشيخ وتلامذتهما يأكلون لحم الديك احتراماً لطاووس ملك. وطاووس ملك هو واحد من الآلهة السبعة المذكورة لأن صورته تمثال الديك. والشيخ وتلامذته ما يأكلون القرع. وحرام علينا البول وقوفـاً. ولبس اللباس قعوداً. والإسترخاء في ادبخانة [المقصود مكان قضاء الحاجة. فرناس] والغسل في الحمام. وما يجوز أن نلفظ كلمة شيطان لأنه اسم إلهنا. ولا كل اسم يشابه ذلك مثل قيطان وشط وشر. ولا لفظة ملعون، لعنه، نعل. وما أشبه.
قبل مجيء المسيح عيسى إلى هذا العالم ديانتنا كانت تسمى وثنية. واليهود والنصارى والإسلام ضاددوا ديانتنا والعجم أيضاً.
وكان من ملوكنا آحاب. فأمر كلاً من كان منا أن يسميه باسم خاص به فسموه الإله آحاب أو بعلزبوب [بلعزبوب هو إسم الشيطان في العهد القديم. فرناس] والآن يسمونه عندنا بيربوب.
وكان لنا ملك في بابل اسمه بختنصر. وفي العجم أحشويرش وفي قسطنطينية أغريقالوس.
إنه قبل كون السماء والأرض كان الله موجوداً على البحار. وكان قد صنع له مركباً وكان يسير به في بنونات الأبحار متنزها في ذاته.
إنه خلق منه درة وحكم عليها أربعين سنة ومن بعد ذلك غضب على الدرة ورفسها.
فيا للعجيب العجيب إذ صارت من ضجيجها الجبال ومن عجيجها التلال ومن دخانها السماوات. ثم صعد الله في السماوات وجمدها وثبتها بغير عواميد.
ثم قفل الأرض. ثم أخذ قلماً بيده، وبدأ في كتابة الخلقة كلها.
ثم خلق ستة آلهة من ذاته ومن نوره. وخلقتهم صارت كما إذا أوقد إنسان سراجاً من سراج الآخر.
فقال الإله الأول للثاني: أنا خلقت السماء فقط، اصعد أنت إلى السماء واخلق شيئاً. فصعد وصار شمساً. وقال للآخر، فصعد وصار قمراً. والرابع خلق الفلك. والخامس صار نجم الصبح والسادس خلق الفراغ يعني الجو.
تم مصحف رش.