منذ اكثر من ثلاث سنوات تعيش القرى والبلدات العكارية وخصوصا تلك المتاخمة للحدود اللبنانية – السورية او المحاذية لمجرى النهر الكبير على وقع تداعيات الازمة السورية والاحداث الميدانية هناك. حتى ولو كانت هذه البلدات تشهد استقرارا امنيا نسبيا، الا انها على قاب قوسين من اي خروقات قد تطال امنها وراحة بال سكانها… ففي عندقت التي يحدها من الشرق جبل اكروم ذات الغالبية السنية، ومن الجنوب الشرقي بيت جعفر ذات الغالبية الشيعية والتابعة بمعظمها لحزب الله حيث تتواجد مراكز عسكرية خاصة بالحزب، ومن الشمال شدرا ومشتى حسن ومشتى حمود التي تعيش قساوة الحرب الدائرة في سوريا، حصلت بلبلة نتيجة ظهور عناصر مسلحة في اعالي هذه البلدة وتحديدا في وادي عودين ما ترك اثرا على الاهالي الذين تخوفوا من بروز مجموعات اصولية تكفيرية تسللت عبر المناطق المحاذية.
وفي التفاصيل ان راعيا من البلدة رصد ظهر يوم السبت حركة غريبة في الوادي المعروف بتضاريسه الصعبة هم ليستطلع ما يحدث واذ يفاجئ بعدد من المسلحين ذات اللحة الطويلة وما ان شرع مستفسرا عن عملهم في المكان سارعوا الى الهرب باتجاه جبل اكروم.
لم ينتظر الراعي وهو من (آل جعلوكي) طويلا للاتصال بالجيش الذي طوق المكان وعملت عناصره على تفتيش المنطقة واقامت حواجز ثابته ومتنقلة في البلدة ودققت بهويات الماره تحسبا لاي طارئ ولا تزال التحقيقات مستمرة من قبل الجيش المستنفر لمعرفة هوية هؤلاء المسلحين والتي تضاربت الشائعات عن هويتهم حيث تحدث البعض انهم تابعين لحزب الله وهم وصلوا الى وادي عودين من بيت جعفر المتاخم للوادي فيما تحدث البعض عن امكانية ان يكونوا قد اتوا من جبل اكروم الاقرب الى البلدة وحيث يتواجد عدد كبير من اللاجئين السوريين هناك.
هذا الواقع القائم دفع باهالي البلدة الى الاستنفار ليلا نهارا والتسلح لحماية انفسهم من اي خطر قد يحدق بهم.. ووسط هذا الجو تعود الى الواجهة سلسلة تساؤلات حول حقيقة ما يجري في القرى المسيحية في عكار وتحديدا القبيات عندقت وشدرا ذات الغالبية المسيحية وهواجس عودة سيناريوهات معلولة او الموصل الى تلك القرى وهل من المحتمل ان ينفجر الوضع في المنطقة؟
تؤكد مصادر امنية مطلعة للكلمة اونلاين ان فرقتين من حزب الله باتت اليوم في عكار مبدية قلقها الكبير من المناخ الذي يسود القرى المسيحية مع عودة الحديث عن الامن الذاتي خصوصا وان الاهالي بدأوا بالمناوبة على حراسة قراهم ليل نهار رغم الانتشار الكثيف للجيش اللبناني ووجود ثكنة له في عندقت وتعزيزات ضخمة على تخوم القرية وعلى الحدود في وادي خالد.
لكن نائب تيار المستقبل هادي حبيش يضع ما يجري في البلدة الشمالية في اطار الشائعات الاستخباراتية الهادفة الى اثارة البلبلة والخوف في صفوف المواطنين. حبيش الذي يعتبر في حديث للكلمة اونلاين ان الوضع في منطقة عكار آمن وما اثير في الايام الاخيرة عن وجود مسلحين، في جزء منه سياسي، لمحاولة اقناع الناس بمسألة معركة حزب الله وداعش، يشدد على ان هناك تواصل دائم بين تيار المستقبل والاجهزة الامنية التي تقوم بجهود جبارة لاستتباب الامن في المنطقة.
ويؤكد النائب حبيش ان الناس تعيش حالة من الخوف والتوتر ولكن لا شيء يدعو الى الهلع الا ان التنبه ضروري والاهم في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان وهو بامس الحاجة اليوم الى رص الصفوف خصوصا وان المنطقة ككل على فوهة بركان.
لكن رئيس بلدية عندقت عمر مسعود وان يؤكد لموقعنا صحة المعلومات التي تقول ان راع شاهد اربعة مسلحين في جرد عندقت، ينفي وجود اي مظاهر مسلحة في البلدة التي يقول انها من اكثر المناطق الآمنة في منطقة عكار، فالجيش باجهزته وعتاده وعناصره منتشر بكثافة في المنطقة منذ بداية الازمة السورية. مسعود الذي يجزم ان ليس هناك من بيئة حاضنة للمسلحين لا في جبل اكروم ولا في بيت جعفر او اي قرية او بلدة اخرى في عكار على عكس عرسال، يشدد على ان عندقت هي اكثر نقطة آمنة والجيش هو الجهة الوحيدة التي تتحرك على الارض.