أثنى مستشار المرشد الإيراني للشؤون العسكرية والقائد السابق للحرس الثوري الإيراني، الجنرال يحيى رحيم صفوي، في تصريحات أدلى بها أمس السبت، في ذكرى تحرير مدينة خورمشهر خلال الحرب الإيرانية العراقية في 1982، على “الاقتدار السياسي والعسكري الذي تتمتع به إيران”، بحسب ما أفادت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية.
ودافع صفوي عن نظام الأسد والسياسات الإيرانية بشأن سوريا، وقال إن “منطقة شلمجة (النقطة الحدودية بين إيران والعراق في جنوب غربي البلاد) لا تمثل الحدود الدفاعية لإيران، إنما حدودنا الدفاعية هي جنوب لبنان (الحدود مع إسرائيل)، ويشكل البحر الأبيض المتوسط بالقرب من إسرائيل العمق الاستراتيجي لإيران”.
وأضاف صفوي، متحدثاً من مدينة أصفهان: “نلاحظ اليوم امتداد النفوذ الإيراني حتى البحر الأبيض المتوسط، للمرة الثالثة في الإمبراطورية الإيرانية التي يعود تاريخها إلى 2500 عام”.
محورا الأزمة السورية
واعتبر صفوي أن الأزمة السورية “أحد الأحداث العظيمة في التاريخ المعاصر”، واعتبر أن المنافسة الاستراتيجية في سوريا تحدد بمحورين: المحور الأول الذي يحمل أفكاراً غربية، وصهيونية، وعربية”، والثاني يتضمن “إيران، وروسيا، وحزب الله اللبناني، والصين، والعراق”.
وأضاف صفوي: “تكتسب سوريا أهميةً لإيران لكونها جسرا للتواصل بين دول شمال أفريقيا وآسيا، كما أن سوريا الدولة الوحيدة التي لم تعترف رسمياً بالكيان الصهيوني، وقامت بتشكيل محور للمقاومة أمام إسرائيل”.
وقال قائد فيلق القدس قاسم سليماني في أغسطس (آب) 2013 إن “الغرب لا يعتبر غياب الديمقراطية أساس الأزمة في سوريا، بل إن المشكلة بالمنظور الغربي أنها تقع في محور المقاومة”.
وأشار صفوي إلى تاريخ العلاقات الاستراتيجية بين سوريا وإيران منذ تولي حافظ الأسد زمام الأمور في سوريا، قائلاً: “عندما قامت القوات الإيرانية خلال الحرب الإيرانية العراقية بتحرير مدينة خورمشهر من سيطرة القوات العراقية في 1982، توجهت أنا وقائد الحرس الثوري، آنذاك، محسن رفيقدوست إلى سوريا وليبيا لشراء الصواريخ”.
وفي الوقت الذي التزمت فيه سوريا، خلال صفقة مع روسيا، بعدم بيع الصواريخ الروسية إلى جهة ثالثة، اقترحت الحكومة السورية بقيادة حافظ الأسد على إيران أن تقوم بتدريب الوحدة الصاروخية والمدفعية للوفد الإيراني، وتوجه على إثر ذلك وفد مكون من 20 من عناصر الحرس الثوري الإيراني إلى سوريا خلال عامي 1982، و1983، وكان حسن طهراني مقدم، الذي تولى في ما بعد منصب قائد الوحدة الصاروخية في الحرس الثوري، ضمن الوفد الإيراني، وأكد صفوي: “وضع الوفد الإيراني حجر الأساس لإنشاء الوحدة الصاروخية للحرس الثوري الإيراني”.
عراب الإصلاحات
وقتل حسن طهراني مقدم في 2011، في انفجار استهدف مركزاً صاروخياً تابعاً للحرس الثوري بالقرب من طهران، واعتبر بعض المراقبين أن العملية تأتي ضمن عملية الاغتيالات السرية التي تنفذها القوات الإسرائيلية بحق الخبراء الصاروخيين والنوويين في إيران.
ودعم صفوي، خلال التصريحات التي أدلى بها أول أمس، ترشيح بشار الأسد لخوض الانتخابات الرئاسية، واعتبر أن الأسد “عراب الإصلاحات، ومدافع لحقوق الشعب السوري”.
وتظهر هذه التصريحات أن المستشارين والقيادات العسكرية الذين يتم تعيينهم من قبل مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله خامنئي لا يزالون مستمرين في ترسيم السياسات الإقليمية، في الوقت الذي يبدو فيه عجز حكومة روحاني عن القيام بدور لترسيم أو إجراء تعديلات في سياسات إيران الإقليمية واضحاً.