منح مشجعو ألمانيا جائزة أفضل لاعب ألماني دولي إلى مسعود أوزيل في آذار 2013، قبل ساعة واحدة من انطلاق صيحاتهم في المدرجات معبرة عن الغضب والاستهجان من أدائه المتواضع في إحدى المباريات الودية للمنتخب الألماني.
وكان هذا اليوم شاهدا ونموذجا متكاملا على الوجهين المحتملين لأوزيل الذي يحمل على عاتقه جزءا كبيرا من آمال المنتخب الألماني في البرازيل.
هذا اللاعب الذي أطلق عليه من قبل لقب «ميسي الألماني»، والذي يتميز بأنه مسلم متدين حيث يصلي قبل كل مباراة هو الشخص نفسه الذي يعشق رقصة «هيب هوب» التركية، كما اختاره المشجعون في أسبانيا كثاني أقبح لاعب في الدوري الأسباني بعد الارجنتيني آنخل دي ماريا زميله السابق في «ريال مدريد».
ويثير أوزيل (25 عاماً)، نجم «ريال مدريد» سابقا و«أرسنال» حاليا آراء ووجهات نظر متباينة في ألمانيا.
ولا يشكك أحد في موهبته الفطرية الأصيلة أو إمكانياته التي تجعله لاعبا من طراز عالمي ربما بشكل أكبر وأعظم من أي لاعب آخر في المنتخب الألماني.
ورغم هذا، يتساءل كثيرون عن السبب وراء عزوفه عن تولي أي دور قيادي، إضافة للتساؤلات العديدة عن السبب وراء تذبذب مستواه داخل الملعب وتباين تصرفاته خارج الملعب.
ماتيوس: سيكون عوناً عظيماً
وصرح قائد المنتخب الألماني السابق لوثار ماتيوس والفائز بلقب «مونيال إيطاليا 1990»، إلى مجلة «كيكر» الألمانية الرياضية، قائلا «إذا قدم موهبته واستعرض إمكانياته، فمن المؤكد أنه سيكون عونا عظيما للمنتخب الألماني.. ورغم هذا ، تكرر مرارا فشله في الظهور بأفضل مستوياته. عليه أن يصل لمرحلة الاستقرار والثبات في المستوى. أتمنى أن يكون قويا بالدرجة الكافية من الناحية الذهنية خلال المونديال».
وكانت الازدواجية حاضرة دائما في حياة أوزيل من مولده في 1988 حيث ولد في ألمانيا لعائلة مهاجرة من تركيا.
وشارك أوزيل للمرة الأولى في الـ«بوندسليغا»، عندما كان في السابعة عشرة من عمره وسرعان ما أصبح واجهة مشرفة لكرة القدم الالمانية بفضل إمكانياته الرائعة ومستواه المتميز كلاعب خط وسط مهاجم في «شالكه» ثم في «فردر بريمن» بعد العام 2008 .
الحلم الكبير باللعب لتركيا.. تبخر
وفي 2006، قال أوزيل «إنني تركي وحلمي الكبير هو اللعب للمنتخب التركي». ولكنه اختار في العام التالي التخلي عن جنسيته التركية ليلعب باسم المنتخب الألماني حيث بدأ مسيرته مع الـ«مانشافت» في مباراة ودية أمام المنتخب النروجي في 2009.
وسافر أوزيل إلى «مونديال جنوب أفريقيا 2010»، كرمز لهذا المنتخب الألماني المفعم بالشباب والذي ضم لاعبين من أصول غير ألمانية أكثر من أي وقت سابق.
وكان مستواه الرائع في المباريات أمام العالم كله إضافة لشخصيته الخجولة الممعنة في الهدوء والتفكير من الأسباب التي أثارت المقارنات بينه وبين الأرجنتيني ليونيل ميسي.
وعن أسلوب لعبه في «مونديال 2010 «، قال أوزيل: «إنني لاعب من طراز مختلف. أنطلق بشكل أكبر من وسط الملعب وألعب كصانع لعب بشكل أكبر من مشاركتي في الهجوم».
مولد نجم جديد
وبعد «مونديال 2010»،، تصارعت أندية عدة على ضم أوزيل إلى صفوفه حتى كسب «ريال مدريد» الرهان بضمه، لينجح النجم الألماني الشاب في إبهار مشجعي النادي الملكي سريعا من خلال عروضه القوية مع الفريق.
وفي تعليقها على البداية الرائعة لأوزيل مع النادي الملكي، ذكرت صحيفة «أس» الأسبانية الرياضية «مولد نجم جديد».
وتحت قيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني السابق لـ«ريال»، فاز أوزيل مع الفريق بلقب الدوري الأسباني في 2012 وكأس ملك أسبانيا في 2011.
ولم يتفهم أنصار «ريال» تماما انتقال اللاعب إلى «أرسنال» في أيلول 2013، بل بدا أن أوزيل نفسه فوجئ بهذا الانتقال، علما أنه انتقل مقابل 50 مليون يورو لتكون أغلى صفقة انتقال للاعب ألماني عبر التاريخ.
تذبذب المستوى مع «أرسنال»
ومع تغيير طبيعة الحياة من بلد لآخر والضغوط التي تقع على نجم حقيقي مثل أوزيل، إضافة للأسلوب الفج الذي تعاملت به وسائل الإعلام البريطانية مع الأمر، كل هذا أسفر عن تذبذب واضح لمستوى اللاعب في أول موسم له بالدوري الإنكليزي حيث تنقل اللاعب ما بين الإشادة الهائلة ووصفه بلقب «مسعود الساحر» والانتقادات العنيفة التي وجهت له بسبب مستواه المتواضع في بعض المباريات الحاسمة.
وفي الدور الـ16 لـ«دوري أبطال أوروبا»، أهدر أوزيل ركلة جزاء في مواجهة «بايرن ميونيخ»، وهو ما لم تصفح عنه وسائل الإعلام البريطانية حتى الآن.
تشجيع خاص من فينغر ولوف
وفي محاولة لتخفيف الضغوط على أوزيل، قال الفرنسي آرسين فينغر المدير الفني لـ«أرسنال»: «أريد فقط أن يستمتع ويلعب جيدا.. مر بفترة عصيبة نسبيا. يمكن أن يحدث هذا لأي شخص».
كذلك، سافر يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني إلى العاصمة البريطانية لندن في شباط الماضي ليتحدث إلى أوزيل ويمنحه بعض التشجيع والمساندة.
وقال لوف: «أدرك ما يستطيع هذا اللاعب تقديمه. أثق بنسبة 100 بالمئة في أنه سيكون جاهزا تماما لكأس العالم».
ويحتاج المنتخب الألماني إلى أن يكون لوف محقا في هذا لأن تألق أوزيل سيكون من العناصر الضرورية المؤثرة إذا أراد المنتخب الألماني الفوز بلقب الـ«مونديال البرازيلي».