مقام إبراهيم عليه السلام والزيتونه المباركه :
قال تعالى :
وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى
وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ
يقع المقام في وادي إبراهيم وهو وادٍ يمتد من جبل أبي قبيس حتى اطراف جبل المروه ويمر بمحاذاة المسعى
ويقع أمام باب الكعبه مباشره وكان عباره عن خيمه تقع تحت ظلال شجرة الزيتون المباركه لاشرقيه ولاغربيه
التي استظلت تحتها هاجر وإسماعيل وإبراهيم عندما وصلوا من مصر لرفع قواعد البيت الحرام
نصب إبراهيم خيمته تحت ظلال الزيتونه المباركه وأقام فيها فُسمي ذلك المكان مقام إبراهيم
ورفع إبراهيم قواعد البيت الحرام وأذن بالناس للحج وترك هاجر وإسماعيل هناك بأمر من الله ورحل إلى فلسطين
قال تعالى :
رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ
فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ
وصف مقام إبراهيم عليه السلام :
كان المقام مكون من الآتي :
– خيمة صغيره وموقد للنار
– شجوة وهي قربة يوضع فيها اللبن لإستخراج الزبدة
– حِجْر إسماعيل وهو المكان الواقع من باب الكعبه حتى المقام حيث الزيتونه المباركه والخيمه
– أيضاً من ملحقات المقام بئر إيل-روئي (ألله سقانا) زمزم حالياً
وهي البئر التي نبعت تحت أقدام إسماعيل وتقع على يمين ركن الحجر الأسود
– محراب إبراهيم الذي كان يُصلي فيه ويتعبد ويقع بالجهه الشرقيه من الكعبه بجبل أبي قبيس
ومازال أثر قدميه من كثرة التعبد والصلاه ظاهر على إحدى الأحجار وهي محفوظه في قبة موضوعه في المقام .
– الحطيم ويقع غرب الكعبه المشرفه وهو حائط صغير من الحجر والطين كانت تضع فيه هاجر الحطب والأغنام
القرآن الكريم حدد بدقه موقع شجره الزيتون المباركه بوادي إبراهيم والمكان الذي كلم الله فيه موسى
في البقعه المباركه (المقام) من الشجره المباركه (الزيتونه) من جانب الطور الأيمن (جبل ابي قبيس)
من شاطئ الوادي الايمن (وادي ابراهيم) حيث كانت خيام قيدار تشعل مواقدها ليلاً (أجياد)
بعد أن أتم موسى السبع سنوات بخدمة عمة شعيب مقابل مهر إبنته في أرض مديان بالبدع
أخذ زوجته صفوره وإبنيه جرشوم وإليعزر وأغنامه ويشوع إبن عمه ورحل بإتجاه بني إسماعيل
ليسكن معهم وعندما إقترب من الكعبه بوادي طوى رأى نار مواقد خيام بني قيدار
إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى
فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى
إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى
قال تعالى :
فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا
قَالَ لأهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ
قال تعالى :
وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا
قال تعالى:
“فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ
قال تعالى :
شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ
وادي طوى = هو الوادي الواقع غرب الكعبه المشرفه ويمتد حتى بئر طوى
فلما اتاها = فلما إقترب من النار (مواقد خيام قيدار) في أجياد قرب جبل أبي قبيس
شاطئ الوادي الايمن = الجهه اليمنى من وادي إبراهيم
البقعه المباركه = مكان الكعبه المشرفه ومقام إبراهيم تحت الزيتونه المباركه
آنس من جانب الطور ناراً = رأى نار من طور أبي قبيس (خيام قيدار)
الطور الأيمن = جبل ابي قبيس (الصفا)
الطور الأيسر = قعيقعان (المروه)
لاشرقيه ولاغربيه = تقع مقابل باب الكعبه في وسط المسافه بين جبلي الصفا والمروه
الصوره التاليه توضح مكان الشجره الزيتونه ومقام إبراهيم من جوجل إيرث إنقر عليها لتكبيرها
هبط آدم وحواء من جنة المأوى على جبل النور وسكنا في غار حراء .
وأخذا معهما قبة بلوريه (كوثره) من حجر جنه المأوى اللؤلؤي الشفاف المتواجد على نهر الكوثر
وهو حجر شبيه بالكريستال أو الكوارتز وضعه جبريل عليه السلام في مكان الكعبه المشرفه
وكان آدم يسرج هذا القبه بمصباح من زيت هذه الزيتونه المباركه ويُقال أنها أول شجرة تنبت في الأرض
وكان ضوء القبه يشع فتضيء شعاب مكه كلها وكان هذا الضوء هو المؤنس لآدم وحواء في مكه
هذه القبه تكسرت بطوفان نوح ولم يتبقى منها الا الحجر الاسود وضعه إبراهيم في ركن الحجر الأسود
عندما أعاد ترميم الحرم المكي عام 2010 ق.م هذا الحجر حطمه القرامطه ولم يتبقى منه سوى 8 فصوص
موضوعه في كوه مطلية بالفضه في ركن الكعبه حالياً
وقد ورد في الحديث أيضاً أن الحجر الأسود نزل من الجنة أشد بياضاً من اللبن فسودته خطايا بني آدم .
ومن هذه القبه البلوريه استوحى البنائون القباب على المساجد من عهد النبي ملكي صادق ملك القدس
ويتم تصميم المساجد على هذا الأساس فيتم وضع قبه في وسط المسجد لذكرى هذه القبه المشرفه
ضرب الله لنا مثلاً عن نوره فشبهه بمشكاه (فانوس) فيها مصباح بلوري يوقد من زيت الزيتونه المباركه
قال تعالى :
اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ
يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكادُ زَيْتُها يُضِي ءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ
نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
المشكاه = الفانوس أو العليقه التي نضع بها المصباح
يستخدم زيت الزيتون بتعميد الانبياء وبه تم تعميد السيد المسيح وشاؤل البنياميني
عصى موسى وخشب شجرة اللوز المباركه Moses stick :
عصا موسى عباره عن عكاز من شجرة اللوز Almond wood stick
وشجرة اللوز أيضاً من ضمن الأشجار المباركه التي ذكرها الله بالقرآن الكريم
قال تعالى :
وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ .
طور سيناء = هو جبل حوريب ويمتد حتى جبل اللوز ويشتهر بزراعة أشجار اللوز
ومدينة اللوز هي مدينة حقل أسفل العقبه
تنُبت بالدهن = تنتج ثماراً يُستخلص منه الدهن (زبدة اللوز)
صبغٌ للآكلين = تؤكل كالحمُّص والصبغ أو السِبغ (الزبد) الذي يُحف بالخبز ويقال (يَستَبِغون)
وخشب اللوز من أفخر أنواع الخشب على الاطلاق لرطوبته وجمال منحوتاته
وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ
طور = جبل
التين = هو جبل الموريا شمال قرية تينين (فقوعه) شرق عفوله حيث ولد وتجلى السيد المسيح
الزيتون = هو جبل الزيتون “طور زيتا” بالقرب من المسجد الاقصى في القدس (ديسا)
طور سينين = هو جبل حوري (حوريب) غرب البتراء حيث قبر هارون
وهذا البلد الأمين = هو جبل النور في مكه
وهذه الجبال الاربعه لها قدسيتها بسبب المساجد والأماكن المقدسه التي كانت فيها ومازالت .