بينما تصب معظم الترشيحات في خانة الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو لخطف الأضواء من جميع اللاعبين خلال «مونديال البرازيل»، يرى المهاجم البرازيلي الشاب نيمار دا سيلفا (22 عاماً)، في المساندة الجماهيرية المتوقعة له في أول «مونديال» يخوضه سببا كافيا ليراها بطولته الخاصة.
النجم الأبرز والأوحد
ويرى كثيرون في نيمار النجم الأبرز بل الأوحد في صفوف المنتخب البرازيلي حاليا، حيث يحمل نيمار على عاتقه الجزء الأكبر من طموحات 200 مليون مشجع في البرازيل «أرض كرة القدم».
ويطمح نيمار إلى قيادة المنتخب البرازيلي إلى لقبه العالمي السادس بعدما أخفق في النسختين السابقتين في «ألمانيا 2006»، و«جنوب أفريقيا 2010».
وإذا حقق نيمار طموحات مواطنيه وأحرز اللقب، فسيكتب هذا النجم الشاب اسمه بحروف من ذهب بين أبرز النجوم في تاريخ اللعبة، كما سيخطف الأنظار بعيدا عن زميله ليونيل ميسي في «برشلونة» وكريستيانو رونالدو في «ريال مدريد» والفائز بجائزة أفضل لاعب في العالم للعام 2013 .
وأعرب المعلق والناقد الرياضي البرازيلي الشهير جوكا كفوري عن انبهاره بتطور مستوى نيمار على مدار العام الماضي، بأنه يعتقد أن نيمار سيسطع في الـ«مونديال البرازيلي».
وقال كفوري: «تطور مستوى نيمار بنحو عشر سنوات خلال «كأس القارات» التي أجريت العام الفائت في البرازيل، وسجل أهدافا جميلة وقاد المنتخب عند الضرورة ولم يلجأ للسقوط للتحايل من أجل الحصول على أخطاء. أعتقد أنه سيكون أحد نجوم كأس العالم. لا أعتقد أنه سيكون نجم النجوم وأرى أن ميسي سيكون هو نجم النجوم. ولكن نيمار سيقدم بطولة جيدة».
التألق في «كأس القارات»
وبدأ نيمار «كأس القارات» جيدا بعد فترة صيام طويلة عن هز الشباك جعلته هدفا للانتقادات حتى من أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه «الملك» الذي وصف نيمار بأنه «نجم مشهور أدمن السقوط». لكنه انتفض وقاد المنتخب لإحراز اللقب بتغلبه في المباراة النهائية على أسبانيا (3 ـ صفر)، سجل منها هدفاً، كما أحرز جائزة أفضل لاعب في البطولة.
وبعد «كأس القارات»، انضم نيمار إلى «برشلونة»، وواجه تحديا عصيبا حيث لم يعد أبرز نجوم فريقه مثلما كان الحال في فريقه السابق في «سانتوس»، بل اعتبره كثيرون «معاونا لميسي» وهو الوصف الذي أطلقه المهاجم البرازيلي السابق رونالدو لشرح العلاقة بين ميسي نجم نجوم «برشلونة» وزميله الجديد نيمار.
«معاوناً لميسي»
وما زاد الوضع سوءا، أن نيمار تعرض لإصابة أبعدته عن الملاعب لنحو شهر كما كان اللاعب في بؤرة الفضيحة التي ظهرت في الفترة الماضية بشأن تفاصيل صفقة التعاقد معه، حيث كشفت بعض التقارير أن «برشلونة» دفع 86 مليون يورو لضم نيمار وأن عشرة ملايين يورو من هذه القيمة سددت إلى نيمار سانتوس سيلفا والد ووكيل اللاعب بينما أعلن النادي الكتالوني أن قيمة الصفقة تقتصر على 57 مليون يورو.
ورغم هذا، يرى نجم خط الوسط ماكسيميليانو بيانوتشي أن مثل هذه المشاكل لن تؤثر على أداء نيمار في كأس العالم لأنه نضج نضوجا هائلا رغم سنه الصغيرة.
وقال بيانوتشي ابن عم ميسي ويلعب فى نادي «باهيا» البرازيلي: «لديه كل شيء يحتاجه ليكون الأفضل.. ما فعله في سانتوس كان مدهشا .. سجل العديد من الأهداف وأصبح نجما للمنتخب البرازيلي.. ذهب إلى أفضل مكان، برشلونة، الذي لا يقتصر على كونه فريقا عظيما بل يتمتع بأفضل أجواء بين أعضاء هذا الفريق.. أمامنا نجم بارز».
من جهته، يرى الكولومبي لويس فيرناندو سواريز المدير الفني لمنتخب هندوراس أن مشجعي البرازيل يطالبون نيمار بالكثير مما يفوق طاقته، وقال: «لا يحتاج نيمار لحمل عبء المنتخب البرازيلي على ظهره. هناك العديد من اللاعبين المتميزين بالمنتخب. المشكلة أن الناس لا يعيرون لهم اهتماما كبيرا. ولكن المنتخب البرازيلي لديه أكثر كثيرا من نيمار».
وما زال نيمار واثقا ومؤمنا بالوصفة التي أعلن عنها قبل شهور قليلة، والتي ساعدته على عبور كل التحديات التي واجهها حتى الآن وهي تجنب جميع أنواع الضغوط الخارجية.
وأوضح «منحني الله موهبتين، موهبة لعب كرة القدم وموهبة الصبر الهائل. بالفعل، لا أولي اهتماما كبيرا لهذه الأمور. أظل على نهجي دائما بعيدا عن الانتقادات والإشادة».