في خضم الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، وفي ظل تمدد الخطر الداعشي الذي يضع المسيحيين في لبنان في عين الارهاب والتطرف الديني ويطال المكونات اللبنانية الاخرى ويجعلها على منصة التصويب، كانت لافتة دعوة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي للقاء الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
التنظيم الداعشي يشكل الهاجس الاكبر للرجلين وهذا ما بدا واضحا ايضا في خطاب السيد حسن الله الاخير ودعوته اللبنانيين الى الوحدة لمواجهة اخطار المنظمات الارهابية. ولكن هل يلبي السيد دعوة سيدنا بعد ان شهدت العلاقة بين الحزب والبطريرك الماروني قطيعة وشابها نوع من الفتور على خلفية زيارة الراعي للاراضي الفلسطينية التي رأى فيها الحزب زيارة في غير موقعها لا زمانا ولا مكانا؟
الحزب لم يتخذ قراره بعد يقول عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض للكلمة اونلاين ولكنه يقر بان للبطريرك الماروني موقعا خاصا واستثنائيا وله يكنّون كل الاحترام فالعلاقة بين حزب الله والبطريرك يقول فياض طبيعية ومستقرة.
وفي انتظار الرد الرسمي، ترجح اوساط الحزب للكلمة اونلاين انه امام هذا الخطر الداهم على المنطقة كلها والمتمثل بداعش، ستجد الدعوة آذانا صاغية ومتلقفة فالحزب بنظر المصادر نفسها لن يبدي اي رفض او اي معارضة او حتى اي نوع من انواع العرقلة لمثل هكذا لقاء ولكن كل هذه اللقاءات مع السيد لها شروطها وظروفها المتعلقة بأمن انتقاله. على اي حال، تؤكد المصادر ان اللقاء في المبدأ مرحب به من قبل الحزب خصوصا وانه كانت للسيد في خطابه الاخير دعوة للبنانيين لتنحية الخلافات جانبا ولدفع الخطر القائم.
البطريركية المارونية متفائلة باللقاء بين الجانبين فيما لو يحصل، والسبب الاساسي لهذه الدعوة يقول النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم للكلمة اونلاين يتمثل في كون المنظمات التكفيرية باتت تشكل خطرا على لبنان والمنطقة وقد لفت السيد نصرالله في خطابه الاخير الى هذا الخطر المحدق، وفي كون البطريركية حاضرة للحوار مع الجميع، فلا خلاف مع حزب الله ولا شرخ في العلاقات يقول المطران مظلوم وهناك لجنة حوار أصلا موجودة بين بكركي وحزب الله. وفي انتظار الاستجابة على هذه الدعوة، يبقى ترتيب هذا اللقاء تحديد موعد له يختم المطران مظلوم.
رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن الذي يشجع هذا اللقاء وكل ما من شأنه تقريب وجهات النظر في ظل الخطر المتربص بلبنان، يشير الى ان الدعوة وجهت للقاء بالسيد نصرالله شخصيا لان الظرف يقتضي استعمال كل الوسائل للوصول الى تماسك لبنان – لبناني، فالراعي وفق الخازن مؤمن بان التواصل يؤمن مناعة يمكن ان تحمي لبنان من التكفيريين وما الحوار مع السيد حسن نصرالله الا للوصول الى قواسم مشتركة لان البلد في وضع دقيق جدا.
اذا، الحزب على ما يبدو، متأكد بان يدا واحدة لا تصفق، والبطريرك الماروني على يقين بان حزب الله والسيد حسن نصرالله قادران على التصدي للارهاب الاجتثاثي المتشكل اليوم بداعش بشكل اساسي وبالمنظمات الارهابية التكفيرية بشكل عام.