شفت
مصادر سعودية رفيعة لموقع الجمهور، أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود
الفيصل، بدأ يعد أيامه الأخيرة في منصبه الرفيع، إذ ينوي الملك المسن عبد
الله بن عبد العزيز إقالته من المنصب في غضون الأيام المقبلة، في إطار
التغييرات الجذرية التي تشهدها المملكة حاليا.
وأكدت المصادر أن الأهم من إقالة الفيصل، هو الشخص الذي سيخلفه في المنصب.
وقالت
إن “الفيصل يسعى بعد أن أسقط في يده وأيقن توجه الملك لإقالته، إلى إحلال
شقيقه الأمير تركي في المنصب ذاته بدلا عنه، إلا أن الملك يطمح في تولية
ابنه الأمير عبد العزيز المنصب المذكور”.
وأضافت أن “خلافات واسعة
تعصف بالعائلة السعودية هذه الأيام، نتيجة التنافس على منصب وزير الخارجية،
والأهم من ذلك التنافس على كرسي العرش”.
وكان الملك عبد الله قد ضحى
مؤخرا بالأمير بندر بن سلطان، الرئيس السابق للاستخبارات السعودية، كثمن
لضمان موقع لابنه متعب في سلسلة المتعاقبين على ولاية العهد.
تقول المصادر “تلك كانت دوافع الملك الأولية وراء تنصيب أخاه غير الشقيق الأمير مقرن، ولي عهد ثانيا على العرش”.
وتطابقت
معلومات موقع الجمهور مع ما نشره الصحفي المخضرم في منطقة الشرق الأوسط
ديفيد هيرست في مقاله الأخير بموقع هافنغتون بوست، قائلا إنه “لن يكون
مستغرباً أن نسمع في قادم الأيام أن سعود الفيصل نفسه، قد أزيح عن منصبه
كوزير للخارجية”.
وتمثل الخلافة في العربية السعودية مزيج غريب من الأسبقية والمراسيم.
وفي
السنوات الأخيرة، حاول العاهل السعودي عمل الكثير لتنظيم هذه الخلافة، من
خلال إقامة “هيئة البيعة” المكونة من كبار الأمراء عام 2006.
لكن آخر مرسوم أصدره في خصوص تعيين الأمير مقرن، قلل أساساً من دور هذه “الهيئة”.
وبدلاً
من ذلك، فرض على العائلة المالكة التعهد بالولاء للأمير مُقرن ولياً
للعهد، إذا أصبح ذلك المنصب شاغراً [أي تعيينه ولياً لولي العهد]، أو ملكاً
إذا أصبح كل من منصب الملك وولي العهد شاغراً في الوقت نفسه.
أوضح المرسوم جزئياً عدم اليقين الذي يحيط الأمير مُقرن منذ تعيينه نائباً ثانياً لرئيس الوزراء في شباط/فبراير 2013.
وقد
كان ينظر إلى صاحب هذا المنصب سابقاً بأنه “ولي عهد مُنتظر”، رغم أنه
رسمياً يمكّن حامل اللقب ترؤس الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء إذا كان
الملك (الذي هو أيضاً رئيس الوزراء)، أو ولي العهد (الذي يحمل لقب مزدوج
كنائب رئيس الوزراء)، خارج البلاد أو بالأحرى غير متفرّغ.
والأمير
مُقرن الذي سيبلغ الحادية والسبعين من عمره هذا العام هو أصغر مَنْ بقي على
قيد الحياة من أبناء مؤسس المملكة العاهل الراحل عبد العزيز.
ومنذ
وفاة الأخير عام 1953، انتقل العرش [بالتسلسل] من الأخ الأكبر إلى الأخ
الأصغر سناً، مع تجاوز عدد قليل فقط من بين زهاء أربعين ولداً، منهم خمسة
عشر ولداً لا يزالون على قيد الحياة. ومعظمهم مُرضى أو واهنين وضعفاء.
لم يعد بإمكان الملك عبد الله البالغ من العمر 90 عاماً، السير دون أي مساعدة، لكن لا يزال سليم العقل.
أما
ولي العهد الأمير سلمان، 77 عاماً، فيبدو أنه يواجه صعوبة في التركيز
عقلياً، وغالباً ما يتم الإعراب عن بعض الشكوك حول قدرته على أن يصبح
ملكاً.
كانت رحلته الأخيرة إلى اليابان لأسباب طبية بصفة أساسية.
لكن
إرتقاء مُقرن إلى السلطة يتحدى تفاهمات مقبولة حول المؤهلات التي يمكن أن
تتوفر في الأمراء لكي يصبحوا ملوكاً، لأن الأمير مُقرن هو واحد من عديد
أبناء الملك الراحل الذين ليس لهم نسب من القبائل العربية السعودية.
ويُشار
إلى والدته في كتب التاريخ باسم “بركة اليمانية”، وقد كانت إما خليلة أو
فتاة عبدة مفضلة، وهو ترتيب داخلي سمح لأن يكون لابن سعود أكثر من أربع
زوجات في آن واحد.
وسيكون أمراً مثيراً للدهشة إذا لم يتم الطعن
بالأمير مُقرن حول هذه النقطة من قبل منافسين داخل العائلة المالكة،
يتمتعون بنسب أفضل، رغم أن مثل هذا الخلاف قد لا يكون واضحاً للجمهور.
إن مواكبة المظاهر مهمة للعائلة المالكة السعودية.
وقد
أكمل ولي العهد الأمير سلمان مؤخراً سلسلة محمومة من الزيارات الرسمية
لباكستان واليابان والهند وجزر المالديف والصين، وفي اليوم التالي – أي
مباشرة بعد عودته – ترأس جلسة لمجلس الوزراء.
ونظراً للمخاوف بشأن
حالته الصحية، فإن التفسير الأكثر احتمالاً لجدول أعماله المزدحم هو أن
أبناءه – إلى جانب أخوته الأشقاء المتبقيين في ما يسمى بزمرة السلطة من
“السديريين السبعة” – يضغطون عليه للاحتفاظ بمظهر الملك القادم.
إن تعيين الأمير مُقرن يُلقي فعلاً ظلال من الشك حول الاحتمالات السياسية والمالية المستقبلية لكل من الأمير سلمان وهؤلاء الأقارب.
إن
التحرك المحتمل التالي في لعبة شطرنج العائلة، يتمثل في أن يكون للملك عبد
الله فريقاً من الأطباء، يعلن أن الأمير سلمان غير مؤهل طبياً، الأمر الذي
سيسمح بالارتقاء المبكر للأمير مقرن إلى منصب الوريث الواضح.
وإذا وضعنا الجينات جانباً، تُقارن مؤهلات مُقرن المهنية بشكل جيد مع الآخرين.
فقد تدرب كطيار لطائرات F-15، وشغل منصب رئيس المخابرات في الفترة 2005-2012، وقبل ذلك منصب حاكم مقاطعة.
كما يتمتع أيضاً بسمعة كرجل لطيف ونظيف اليدين – من الناحية الدبلوماسية.
وفي
الوقت الراهن، من الصعب رؤيته زعيماً لمملكة تعتبر نفسها رئيسة للعالمين
الإسلامي والعربي، فضلاً عن تزعمها لدول الطاقة. (إن تحديد أي منافس فوري
آخر يمثل تحدياً أيضاً).
– See more at:
http://aljomhoor.net/content/6938/%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D8%B5%D9%84-%D9%8A%D8%B9%D8%AF-%D8%A3%D9%8A%D8%A7%D9%85%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A9#sthash.vFp5GZ6s.dpuf
كشفت مصادر
سعودية رفيعة لموقع الجمهور، أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، بدأ
يعد أيامه الأخيرة في منصبه الرفيع، إذ ينوي الملك المسن عبد الله بن عبد العزيز
إقالته من المنصب في غضون الأيام المقبلة، في إطار التغييرات الجذرية التي تشهدها
المملكة حاليا.
وأكدت
المصادر أن الأهم من إقالة الفيصل، هو الشخص الذي سيخلفه في المنصب.
وقالت إن
“الفيصل يسعى بعد أن أسقط في يده وأيقن توجه الملك لإقالته، إلى إحلال شقيقه
الأمير تركي في المنصب ذاته بدلا عنه، إلا أن الملك يطمح في تولية ابنه الأمير عبد
العزيز المنصب المذكور“.
وأضافت أن
“خلافات واسعة تعصف بالعائلة السعودية هذه الأيام، نتيجة التنافس على منصب
وزير الخارجية، والأهم من ذلك التنافس على كرسي العرش“.
وكان الملك
عبد الله قد ضحى مؤخرا بالأمير بندر بن سلطان، الرئيس السابق للاستخبارات
السعودية، كثمن لضمان موقع لابنه متعب في سلسلة المتعاقبين على ولاية العهد.
تقول
المصادر “تلك كانت دوافع الملك الأولية وراء تنصيب أخاه غير الشقيق الأمير
مقرن، ولي عهد ثانيا على العرش“.
وتطابقت معلومات
موقع الجمهور مع ما نشره الصحفي المخضرم في منطقة الشرق الأوسط ديفيد هيرست في
مقاله الأخير بموقع هافنغتون بوست، قائلا إنه “لن يكون مستغرباً أن نسمع في
قادم الأيام أن سعود الفيصل نفسه، قد أزيح عن منصبه كوزير للخارجية“.
وتمثل
الخلافة في العربية السعودية مزيج غريب من الأسبقية والمراسيم.
وفي السنوات
الأخيرة، حاول العاهل السعودي عمل الكثير لتنظيم هذه الخلافة، من خلال إقامة “هيئة
البيعة” المكونة من كبار الأمراء عام 2006.
لكن آخر
مرسوم أصدره في خصوص تعيين الأمير مقرن، قلل أساساً من دور هذه “الهيئة”.
وبدلاً من
ذلك، فرض على العائلة المالكة التعهد بالولاء للأمير مُقرن ولياً للعهد، إذا أصبح
ذلك المنصب شاغراً [أي تعيينه ولياً لولي العهد]، أو ملكاً إذا أصبح كل من منصب
الملك وولي العهد شاغراً في الوقت نفسه.
أوضح
المرسوم جزئياً عدم اليقين الذي يحيط الأمير مُقرن منذ تعيينه نائباً ثانياً لرئيس
الوزراء في شباط/فبراير 2013.
وقد كان
ينظر إلى صاحب هذا المنصب سابقاً بأنه “ولي عهد مُنتظر”، رغم أنه رسمياً يمكّن
حامل اللقب ترؤس الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء إذا كان الملك (الذي هو أيضاً
رئيس الوزراء)، أو ولي العهد (الذي يحمل لقب مزدوج كنائب رئيس الوزراء)، خارج
البلاد أو بالأحرى غير متفرّغ.
والأمير مُقرن
الذي سيبلغ الحادية والسبعين من عمره هذا العام هو أصغر مَنْ بقي على قيد الحياة
من أبناء مؤسس المملكة العاهل الراحل عبد العزيز.
ومنذ وفاة
الأخير عام 1953، انتقل العرش [بالتسلسل] من الأخ الأكبر إلى الأخ الأصغر سناً، مع
تجاوز عدد قليل فقط من بين زهاء أربعين ولداً، منهم خمسة عشر ولداً لا يزالون على
قيد الحياة. ومعظمهم مُرضى أو واهنين وضعفاء.
لم يعد
بإمكان الملك عبد الله البالغ من العمر 90 عاماً، السير دون أي مساعدة، لكن لا
يزال سليم العقل.
أما ولي
العهد الأمير سلمان، 77 عاماً، فيبدو أنه يواجه صعوبة في التركيز عقلياً، وغالباً
ما يتم الإعراب عن بعض الشكوك حول قدرته على أن يصبح ملكاً.
كانت رحلته
الأخيرة إلى اليابان لأسباب طبية بصفة أساسية.
لكن إرتقاء
مُقرن إلى السلطة يتحدى تفاهمات مقبولة حول المؤهلات التي يمكن أن تتوفر في
الأمراء لكي يصبحوا ملوكاً، لأن الأمير مُقرن هو واحد من عديد أبناء الملك الراحل
الذين ليس لهم نسب من القبائل العربية السعودية.
ويُشار إلى
والدته في كتب التاريخ باسم “بركة اليمانية”، وقد كانت إما خليلة أو فتاة عبدة مفضلة،
وهو ترتيب داخلي سمح لأن يكون لابن سعود أكثر من أربع زوجات في آن واحد.
وسيكون
أمراً مثيراً للدهشة إذا لم يتم الطعن بالأمير مُقرن حول هذه النقطة من قبل
منافسين داخل العائلة المالكة، يتمتعون بنسب أفضل، رغم أن مثل هذا الخلاف قد لا
يكون واضحاً للجمهور.
إن مواكبة
المظاهر مهمة للعائلة المالكة السعودية.
وقد أكمل
ولي العهد الأمير سلمان مؤخراً سلسلة محمومة من الزيارات الرسمية لباكستان
واليابان والهند وجزر المالديف والصين، وفي اليوم التالي – أي مباشرة بعد عودته –
ترأس جلسة لمجلس الوزراء.
ونظراً
للمخاوف بشأن حالته الصحية، فإن التفسير الأكثر احتمالاً لجدول أعماله المزدحم هو
أن أبناءه – إلى جانب أخوته الأشقاء المتبقيين في ما يسمى بزمرة السلطة من “السديريين
السبعة” – يضغطون عليه للاحتفاظ بمظهر الملك القادم.
إن تعيين
الأمير مُقرن يُلقي فعلاً ظلال من الشك حول الاحتمالات السياسية والمالية
المستقبلية لكل من الأمير سلمان وهؤلاء الأقارب.
إن التحرك
المحتمل التالي في لعبة شطرنج العائلة، يتمثل في أن يكون للملك عبد الله فريقاً من
الأطباء، يعلن أن الأمير سلمان غير مؤهل طبياً، الأمر الذي سيسمح بالارتقاء المبكر
للأمير مقرن إلى منصب الوريث الواضح.
وإذا وضعنا
الجينات جانباً، تُقارن مؤهلات مُقرن المهنية بشكل جيد مع الآخرين.
فقد تدرب
كطيار لطائرات F-15، وشغل منصب رئيس المخابرات في الفترة
2005-2012، وقبل ذلك منصب حاكم مقاطعة.
كما يتمتع
أيضاً بسمعة كرجل لطيف ونظيف اليدين – من الناحية الدبلوماسية.
وفي الوقت
الراهن، من الصعب رؤيته زعيماً لمملكة تعتبر نفسها رئيسة للعالمين الإسلامي
والعربي، فضلاً عن تزعمها لدول الطاقة. (إن تحديد أي منافس فوري آخر يمثل تحدياً
أيضاً).
*الجمهور